حسن سعيد بيطار: الإسلام السياسي السني والشعبي.. ليس في القنافذ أملس

حسن سعيد بيطار: الإسلام السياسي السني والشعبي..  ليس في القنافذ أملس حسن سعيد بيطار
1- الحرب في ليبيا السُّنِّيَّة بعد سقوط معمر القذافي تخوضها تنظيمات وأحزاب إسلامية سُنِّية ضد تنظيمات وأحزاب إسلامية سُنِّية، بعقلية إجرامية دمرت كل مؤسسات الدولة والحياة في ليبيا.
2- الحرب في الصومال السُّنِّية تخوضها تنظيمات إسلامية سُنِّية ضد تنظيمات وأحزاب اسلامية سُنِّية وبعقلية إجرامية أرجعت الصومال عشرات السنين إلى الوراء بكل جوانب الحياة.
3- الحرب في أفغانستان السُّنِّية بعد فرار جيش الإحتلال الروسي، حربٌ تخوضها تنظيمات إسلامية سُنِّية ضد تنظيمات اسلامية سنية، بعقلية إجرامية لم تترك بيتا في أفغانستان غير مصاب بصاروخ، وغير حزين لفقدان روح من أرواحه.
4- الحرب في السودان كانت بين الحاكم عمر البشير السُّنِّي ابن تنظيم الإخوان المسلمين السُّني ضد الميليشيات الإسلامية السُّنية في دارفور وارتكب عمر البشير مجازر إبادة جماعية وفظائع بالمسلمين السُّنة في دارفور وبعقلية إجرامية وحشية، وبدعم من فتاوى جماعة الإخوان المسلمين حلفائه والشركاء في نظامه.
5- تنظيم بوكو حرام السُّني ارتكب وما زال يرتكب المجازر بالمسلمين السُّنَّة في نيجيريا وبعقلية إجرامية.
6- التنظيمات الإسلامية السُّنِّية في الجزائر ارتكبت المجازر بالمسلمين السُّنَّة الجزائريين وذلك بعدما منع الجيش الجزائري جبهة الخلاص الإسلامية من التَمَتُّع بحلاوة السلطة بعد فوز الجبهة في انتخابات البلدية.
7- حزب راشد الغنوشي السُّنِّي في تونس ابن تنظيم الإخوان المسلمين السُّني الدولي الذي وصل إلى السلطة في تونس تَبَيَّنَ بأنه حزبٌ مُكَوَّنٌ من قادة لصوص كغيرهم من لصوص الأحزاب الذين سبقوهم في حكم تونس.
8- وكي لا تنسى "أيها المسلم السُّني الحالم بحكم دولة الخلافة والخليفة، والأمير والإمارة" إنَّ نيران الحروب التي اندلعت بين التنظيمات الإسلامية السُّنِّية "في سورية بعد الثورة على الديكتاتور بشار" بعضها ضد بعض سقط فيها آلاف القتلى، وعذَّبوا في زنازينهم وسجونهم خصومهم من السُّنة المسلمين والإسلاميين تعذيباً لا يختلف مطلقاً عن فنون التعذيب في زنازين الطاغية الديكتاتور بشار أسد.
9- وكي لا ننسى إن جرائم حركة حماس الإسلامية السُّنِّية في "غزة" التي ارتكبتها بعناصر وكوادر حركة فتح الإسلامية السُّنِّية جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
10- ومجازر الإسلاميين السُّنَّة بالإسلاميين السُّنَّة في الشيشان فوق ما يتصوره خيالك بوحشيتها وإجرامها.
11- والعمليات الإنتحارية التي قام بها الإسلاميون السُّنَّة في باكستان وفي مساجد خصومهم من المسلمين السُّنَّة لا تخفى على متابع شؤون السياسة في العالم الإسلامي.
12- ودرجة الحقد والعداوة والكراهية بين أبناء التنظيمات الإسلامية السُّنّية المتعددة المتغايرة المختلفة فيما بينها، تفوق بدرجات كراهيتهم وحقدهم على الإسلاميين الشيعة.
13- ويا صديقي: وإنْ كنتَ تؤمن بالقيم الإنسانية التي غرسها الله في فطرتك وقلبك وروحك وقررت العيش بها بين عناصر وكوادر وقادة التنظيمات الإسلامية السُّنية كلها وجميعها لمدة أسبوع أو شهر وتأملت ببصرك وبصيرتك وعقلك بأفكارهم وثقافتهم ومعتقداتهم وعلومهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتاريخية وتفسيراتهم القرآنية لأيقنتَ حينها وأدركتَ بأن الحياة معهم جحيم لا يُطَاق ستكره بعدها الأنبياء والأولياء والأتقياء وشرائع الأرض والسماء.
- منذ نحو 20 سنة وأنا أكتب وأقول وأزداد يقيناً يوماً بعد يوم بأن فقهاء الدين "شيعة وسُّنَّة" والأحزاب الدينية الإسلامية "الشيعية والسُّنِّية"، رؤوسهم وجَمَاجِمُهُم  ليست مَحْشُوَّة بالأساطير والخرافات فحسب بل وأيضاً بمعتقدات دينية ومذهبية معادية للحرية السياسية، والحرية الفكرية، ولتداول السلطة، وتعتقد بأن مبادئ الديمقراطية تتعارض وتتناقض مع دينهم ومذاهبهم، والديمقراطية عندهم كُفْرٌ وإلحادٌ وَشِرْكٌ بالله!!! وحينما يشاركون بالإنتخابات في بلد ما على قاعدة الديمقراطية فلا يشاركون عن قناعة بمبادئ الديمقراطية، بل يشاركون من باب التكتيك والمناورة للوصول إلى السلطة، وحينما يصلون إليها فلن يبقى للديمقرطية عينٌ ولا أَثَرٌ في دستور الدولة ولا في سلوكهم.
يا صديقي: وإنْ قُلْتَ لي بأنَّ كافة الأحزاب والتنظيمات الإسلامية الدينية السُّنُّية والشيعية هي من صناعة أميركا وأوروبا والغرب والماسونية والصهيونية والإستخبارات الفارسية المجوسية الإيرانية والسورية (الأسدية) وبأن الإسلام بريء من معتقداتها وفتاواها وثقافتها وجرائمها ومجازرها، إنْ قلتَ لي ذلك؟!
فإنني أقول لك:
أولاً: أنت "يقيناً وقطعاً" لم تقرأ كُتُبَ فقهاء الشيعة ولا فقهاء السُّنَّة، ولم تسمع محاضراتهم على اليوتيوب وفي المساجد والحسينيات والمعاهد والحوزات، أي أنت جاهل، أو إنك ترغب بالتجاهل كي لا تنهار برأسك صورة دين الإسلام التي رسمتَها أنت وفق رغبتك وأحلامك الوردية عنه، لا وفق حقيقتها كما رسمها فقهاء الدين وأحزابهم.
ثانياً: لنفترض جدلاً بأن هذه الأحزاب الإسلامية الدينية مصنوعة بمطابخ المخابرات الأميركية والأوروبية والصهيونية فهل صنعتها المخابرات بأفكار ديانة اليهود؟ أو بأفكار ديانة المسيحيين؟ أو بأفكار ديانة البوذيين؟ أم إن الإستخبارات الدولية قد صنعتها بأفكار ديانة الإسلام؟!
وأخيراً: نحن "في المجتمعات المسلمة والإسلامية الشيعية والسُّنِّية" غارقون في مستنقعات الفقر والجهل والإستبداد والكوارث الإجتماعية والأمراض النفسية، والفساد المالي "جهراً وعلانيةً"،  والفساد الجنسي "سِراً وخُفْيَةً"، ولا نجاة لنا إلاَّ بسفينة الدولة العلمانية الديمقراطية.
وما يجب أن نعلمه: أن الدولة العلمانية إنْ لم تكن ديمقراطية فهي دولة علمانية إستبدادية، وحينئذ لا تختلف عن الدولة الدينية الظَّلامية بوحشيتها وانتهاكها لكرامة الإنسان وحقوقه.