كشفت الممثلة رجاء خرماز بطلة سلسلة "تيليلا" للمخرج حميد زيان، سيناريو نرجس المودن، وإنتاج "نيلمو بروديكسيون" الذي تقدمها القناة الأمازيغية المغربية، مساء كل أحد خلال شهر رمضان، أن "تيليلا" تنتمي لعائلة ثرية مخملية، تعيش مع والدها بعد وفاة والدتها، وربتها عمتها وهي صغيرة، مبرزة أن أختها الكبيرة، ستتزوج وتعيش في الخارج، فيما هي تبقى مع أبيها، وعمتها، التي ستتزوج لتبقى إلى جانب والدها، وتعيش فيض مفاجآة.
وأكدت رجاء خرماز، في تصريحها، أن "تيليلا"، ككوميديا رومانسية بهية مدتها 52 دقيقة، "بطلتها شخصية مركبة، ومدللة، تعيش في ملعقة من ذهب، تدرس في أحسن المدارس، وتحصل على دبلوم، ثم تشتغل في شركة أبيها، وتربطها علاقة صداقة مع نبيل، وهي ذات أفكار متنورة، وتفهم في كل شيء".
ولفتت خزماز، أن بطلة السلسلة، المقتبسة عن رواية "ايما" للكاتبة العالمية دجين اوستين من انجلترا، من قبل السيناريست نرجس المودن، شخصية ترتبط كثيرا بوالدها ـ وتعتبره قدوة في حياتها، ولا أحد يستطيع ان يعوض مكانه الراقي، موضحة أنها تحمل مجموعة أفكار، التي تتغير مع توالي الأحداث، لتفكك نفسها وتتعايش مع الحياة، بطريقتها العصرية والمتحضرة.
كما أكدت الممثلة خرماز، التي تألقت في العديد من الأعمال الأخرى، على الحضور الوازن للمرأة في الفيلم، سواء من حيث الإدارة الفنية والكتابة والإنتاج وأيضا التشخيص، ما يبرز قيمة المرأة في الكواليس، وفي ظاهر السلسلة، والدور الطلائعي الذي تلعبه المرأة في المجتمع، وتدبير عديد أمور في الحياة، وهو ما يعطيها فضيلة اعتبارية، بكل خصوصياتها وثقافتها وعاداتها وقيمتها في المجتمع إلى جانب الرجل.
وكشفت بطلة السلسلة، عن جانب من شخصية "تيليلا"، كبارعة في المجال التجاري، من خلال تسويقها لمنتوج منطقها، فضلا عن تسليط الضوء على قوة المرأة من خلال أفكارها النيرة، وسلطتها الهادفة، وقراراتها، التي تلقى مساندة كبيرة من قبل والدها وصديقها نبيل، وهي تساير العصر، وتعطي صورة جميلة وحية عن المرأة المغربية، دائمة الحضور في مجالات عدة، بدل تلك الصورة الكلاسيكية عن المرأة.
وحبًّبت خرماز الطريقة البديعة، لكتابة السيناريست المودن هذه السلسلة، التي وصفتها ب "الشيقة والممتعة"، مؤكدة أن السيناريست، حين تقدم المرأة، تقدمها في أوضاع وحالات مختلفة، فهي ليست شريرة، وهذا النوع في الكتابة ـ تقول خرماز ـ "يروقني جدا، خاصة أنها تخوص في عمق الشخصية، وتحاول أن تقدم حكم قيمة قبلي على شخصية معنية انطلاقا من بعض تصرفاتها، وهي عملية تشد المشاهد وتجعله يتفاعل مع الشخصية ومع العمل برمته".
وشددت على أن "تيليلا" برفضها للزواج، هو تأكيد على نبل أفكارها الحداثية في المجتمع، لكن حضور شخصية نبيل، إلى جانبها سيمنح لها فرصة رقيقة للحلم، وللاهتمام بنبض القلب، مبرزة أن السيناريست لم تكتب شخصية "تيليلا" بنفس واحد، بل بمشاعر تختلف حسب الزمان والمكان، وحسب علاقتها بباقي الشخصيات في السلسلة، ما يعطي لهذه الأخيرة بعدا جماليا رائعا.
وكشفت خرماز عن البعد الوجداني والإنساني لشخصية "تيليلا" الغيورة سواء في علاقتها بنيل، أو من خلال تعاملها الراقي مع شخصية مليكة التي تحضرها من البادية، وتساعدها في الدراسة، كما تزرع فيها أفكار وقيم جميلة.
وعددت بطلة السلسلة المزايا الفنية والإبداعية المميزة للمخرج حميد زيان، الذي اشتغلت معه لما يقارب عشر سنوات، مؤكدة أنها تعلمت منه الشيء الكثير، وأصبحت تعرف طريقة عمله، ويهمه الممثل، حيث يركز على الشخصية سواء كانت محورية أو ثانوية او بسيطة، فضلا عن تركيزه على سحر الصورة بشكل كبير.
وفي "تيليلا" تقول البطلة خرماز، رافق المخرج كل أطوار هذه القصة المؤثرة للغاية، خاصة وأنها مقتبسة من عمل روائي عالمي، فكان لزاما عليه أن يعطيها حقه، وكان حريصا حتى على تفاصيله الصغيرة جدا، وكان يعطي النصح في كثير من المشاهد حتى يتم لعب الدور بشكل جيد.
وأضافت أن حميد زيان، ركز على مجموعة من الأمور، لعل من أبرزها المظهر الخارجي "اللوك"، حيث "غيرت لون شعري وقطعته، وحتى في اللباس كان مصرا على نوع من اللباس، يتماشى وشخصية "إيما" في الرواية، وهذا ليس مع المخرج بل مع المنتجة والسيناريست، والحمد لله استطعنا توحيد رؤية فنية وجمالية راقية فجاءت "تيليلا" غاية في الجمال والسحر والإبهار.
يشار إلى أن سلسلة " تيليلا" تعتبر أول عمل أمازيغي مقتبسة عن رواية "ايما" للكاتبة العالمية دجين اوستين من انجلترا، وهي من تشخيص نخبة من الممثلين البارزين، بعضهم يظهر لأول مرة، منهم البطلة رجاء خرماز وسعيد عامل، خديجة أطلس، فضلا عن مريم عسال، وسلمى محطان، وفاطمة عجاجة، وعلي المصوبري ونبيل واسو، ثم محمد عتيق وآخرين.