تنقيبات جديدة في ليكسوس تكشف عن مباني سكنية وحرفية تعود للفترة المورية والرومانية

تنقيبات جديدة في ليكسوس تكشف عن مباني سكنية وحرفية تعود للفترة المورية والرومانية تم الكشف عن بقايا أركيولوجية في مجال سهل فيضي يوجد جنوب الطريق الوطنية التي تربط الرباط بطنجة
كشف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أنه وبناء على التنقيبات الأركيولوجية التي أجريت في منتصف شهر مارس 2023 بحي مصانع تمليح السمك وإنتاج الكاروم في مدينة ليكسوس، وهي واحدة من بين أهم مواقع ما قبل الإسلام في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط. والتي تدخل في إطار مشروع "ليكسوس كاروم" بتمويل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة الثقافة الاسبانية والذي يشرف عليه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بدعم من مديرية التراث الثقافي وتنسيق محافظة موقع ليكسوس الأثري، واعتمادا على نتائج المسح الكهربائي والمغناطيسي الذي أنجزه باحثون من جامعة ماربورغ الألمانية في شهر شتنبر من السنة الماضية، تبين وجود بنيات أركيولوجية في نقاط بعيدة عن المدينة، خارج مدار أسوارها، ما سمح للفريق، بتحديد مكان صهاريج تمليح السمك من جهة وبعض نقاط الامتداد العام للمدينة خلال الفترتين المورية والرومانية.
 
كما تتمثل أهم نتائج هذا الموسم من الأبحاث أيضا في التعرف على الضاحية الشرقية من المدينة التي توجد خارج مدار المدينة الذي يحدده السور المتأخر، حيث كشفت الحفريات، عن مجموعة من الأزقة وبقايا أخرى لها طبيعة سكنية وحرفية، تشكل مجالا هاما للإنتاج، في جهة لم يتم في السابق الكشف فيها سوى عن منزل "المليحات الثلاث" ومبنيين جنائزيين ضخمين.
 
من ناحية أخرى، تم الكشف عن بقايا أركيولوجية في مجال سهل فيضي يوجد جنوب الطريق الوطنية التي تربط الرباط بطنجة، وهي المنطقة التي كانت أبحاث سابقة تعتبرها جزءا من خليج عميق كان يمتد قبالة الموقع منذ عهود مورية غابرة تحدد في الفترتين الفينيقية والبونية، قبل أن تملأه الترسبات في الفترة الوسيطية.
 
وتشير البقايا المكتشفة والمتمثلة في مجموعة من المباني اعتمادا على التحريات الجيوفيزيائية، كما يدل التنقيب في واحد منها، يقع بمحاذاة المجرى الحالي لنهر اللوكوس، بأن هذا المجال الذي يمتد على مساحة تفوق الهكتارين من المرجح أنه شكل جزءا من حي بحري vicus maritime ظهر تحت حماية المدينة الرومانية في المجال الذي يربط البحر بالبر.
 
من ناحية ثالثة، تم التعرف لأول مرة، على جزء من السور الجنوبي للمدينة الرومانية وباب فتح في هذا السور يعود للفترة الرومانية المتأخرة، بالإضافة إلى مباني خارج الأسوار تحمل ملاطا من نوع opus signinum يستعمل لتلبيس الصهاريج ويجهل المعهد وظيفة هذه المباني مشيرا بأنها  أسرارا واعدة.
 
وقد قام أعضاء الفريق برسم وتصوير كل اللقى الأركيولوجية الأثرية المكتشفة بالموقع خلال تنقيبات صيف 2022 وهي تتكون بالأساس من الفخار والمواد المعدنية والزجاجية، منها بعض المواد المستوردة من الشرق في الفترة الرومانية المتأخرة والتي لا زالت مميزاتها غير واضحة المعالم بالنسبة لمدينة ليكسوس.
 
يذكر أن هذه الأبحاث الميدانية أجريت في إطار اتفاقية شراكة وتعاون بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وجامعة قادس، وتولى تنسيقها كل من محمد اكبيري علوي، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، وداريو برنال كاساسولا، أستاذ الأركيولوجيا بشعبة التاريخ والجغرافيا والفلسفة بجامعة قادس.