اما في عهد أخنوش فالأمر يختلف تماما من حيث درجة الخطورة بعدما تسلمت مقاليد التسيير مجموعة من المقاولين الذين لاعلاقة لهم بالسياسة وتوجهاتها الكبرى . اقتحموا السياسة والبرلمان وتحكموا في السياسة التشريعية لحماية مصالحهم دون الالتفات لمن صوت عليهم .وهذه النتيجة ظهرت بشكل جلي عند سماعي لتصريح الناطق الرسمي جوابا على سؤال الغلاء فتأكدت أن هذه الحكومة لاتحمل مشروعا ولاسياسة مجتمعية رغم كل الكلمات المدغدغة للمشاعر والمسرحيات التي يتم اخراجها تحت مسمى التصريح الحكومي كل خميس والذي يشبه لحد بعيد سلسلة من برامجها الممسوخة على قنواتها التلفزية. من غرائب هذه الحكومة أن ترصد ملمحين يؤشران على هويتها المقاولاتية والمتوحشة كون رئيس الحكومة يتكلم في كل شيء من الخضر إلى علبة الكبريت في غياب أولا الرؤى الكبرى للدولة ثانيا في غياب وزراء آخرين لانعرف اسماءهم لحد الساعة بعد سنة ونصف.الأمر الثاني أن يقر الناطق الرسمي بخروقات وصعوبات تعتري تدبير المعيش اليومي للمواطن دون تقديم إجراءات وتدابير وحلول ،وبتلك الطريقة ينضم الوزير لعموم المواطنين المقهورين من خلال الشجب والاستنكار .فعلا نحن نعيش أسوأمرحلة سياسية في عهد حكومة مقاولاتية لا علاقة لها بهموم المواطن .
لن اكون متشائما لكن يبدو اننا نعيش شهرا صعبا بل فترة ليست بالقصيرة بأرقام قياسية قاتلة للأمل في نفوس الضعفاء والمحتاجين الذين لاحول ولاقوة لهم امام هذا الوضع المتأزم بعدما تخلت عنهم الحكومة وضاق العيش.
فهل من منقذ بعد الله ؟