الباحث أحمد نور الدين يشرح خلفيات ودوافع توقيع الاتفاق السعودي – الإيراني

الباحث أحمد نور الدين يشرح خلفيات ودوافع توقيع الاتفاق السعودي – الإيراني أحمد نور الدين
قال أحمد نور الدين، باحث في العلاقات الدولية في حوار مع قناة الإعلامي حسام الهمادي على منصة " يوتيوب " إن الاتفاق بين السعودية وإيران يخفي ورائه مصالح لكل من السعودية وإيران والصين التي رعيت الاتفاق، بالإضافة إلى مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومصالح الاتحاد الأوروبي، ومصالح روسيا لكن بطعم مغاير،   مشيرا بأن هناك خلفيات اقتصادية وأمنية للاتفاق وإن كان يطغى عليه الجانب الأمني.

وأوضح نور الدين إن الرابح الأكبر من الاتفاق هي إيران وليست السعودية، مضيفا بأن إيران ستحقق مكاسب استراتيجية مهمة من هذا الاتفاق مقارنة مع السعودية التي لن تحقق إلى مكاسب مرحلية، مضيفا بأن دافع السعودية الى توقيع الاتفاق هو إيقاف الهجمات الحوثية التي أتبتث أنها موجعة جدا للاقتصاد والأمن الاستراتيجي السعودي، حيث أدى هجوم الحوثيين إلى تدمير نصف الطاقة الانتاجية السعودية من النفط، كما هاجم الحوثيون المطارات، والعاصمة الرياض ، وتمكنوا من اختراق الحدود السعودي، وهو ما جعل السعودية تقتنع بكونها عاجزة إزاء هذا الوضع رغم امتلاكها للأسلحة الأمريكية، وقال نور الدين إن حرب العصابات لا تستطيع حتى الدول العظمى الصمود أمامها، حيث عاينا – يضيف – انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان وقبلها انسحاب الاتحاد السوفياتي، كما تعد اليمن نفسها مقبرة للإمبراطوريات، فالإمبراطورية العثمانية لم تتمكن من فرض السيطرة على اليمن بأكملها رغم كونها دولة خلافة اسلامية، وبعدها الإمبراطورية البريطانية والبرتغال، مضيفا بأن الخبراء الاستراتيجيين في السعودية توصلوا بأنهم ليس في موقع يسمح لهم بالسماح باستمرار هذه الحرب التي اندلعت منذ عام 2015.

كما تطرق الباحث نور الدين الى ضغوطات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على السعودية فيما يتعلق بقضية اغتيال الصحفي خشقجي، ليس دفاعا عن حقوق الإنسان بل من أجل ابتزاز السعودية، مقدما مثال الصفقة التي وقعها الرئيس الأمريكي السابق ترامب في السعودية والتي كانت مخالفة للبروتوكول خلال أول زيارة له للخارج بعد انتخابه وقدرت قيمة الصفقة ب 110 مليار دولار  والتي تحولت خلال مدة انتدابه الى 450 مليار دولار وما اعتبره بمثابة ابتزاز أمريكي، وكان في مقابله ابتزاز أوروبي عبر صفقات التسلح والبنيات التحتية والطاقة والبنوك..سواء مع السعودية أو مع بلدان الخليج، وأوضح الباحث أن هذا الضغط أدى الى ضعف السعودية.

كما تطرق الى هشاشة الأمير محمد بن سلمان داخليا حتى مع عائلة آل سعود، بالإضافة الى انفتاح محمد بن سلمان و سرعته الجنونية والتي أدت إلى هشاشة وضع بنسلمان في علاقته مع الجناح المحافظ في السعودية، وهشاشة النظام من الجانب العقائدي نتيجة علاقته المتوترة مع علماء الدين وبروز المعارضة من داخل حلفاء الأمس والتيارات المحافظة، وكل هذه العوامل أدت بحسب الباحث الى حشر محمد بن سلمان في الزاوية ولم تترك له خيارا غير خيار تهدئة الأوضاع مع أكبر خصم في المنطقة وهو النظام الإيراني.