في أول خروج إعلامي له، بعد التحقيق معه من قبل الشرطة القضائية، لم يتردد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في توجيه مدفعية انتقاداته للنظام للقضائي ببلاده، وفضح كل ما ينفي عنه صفات الاستقلالية والعدالة، إلى درجة اعتبارها (الاستقلالية والعدالة) مجرد أسطورة تم الاعتقاد بها لردح من الزمن وحان الوقت للاعتراف بسقوط قتاعها. وأكد نيكولا ساركوزي، الذي حل ضيفا على تلفزيون "تي إف1" يوم الأربعاء، بأن فئة عريضة من المشكوك في نزاهتهم ينخرون القضاء الفرنسي، نتيجة اشتغالهم بطريقة التحكم عن بعد من قبل جهات تابعة للحزب الاشتراكي بالأساس. الأمر الذي لا يجعل الشعب الفرنسي سوى أمام كل مظاهر الاستغلال السياسي وتصفية الحسابات سواء داخليا أو خارجيا. وبالمناسبة ذاتها، لم يعتبر الرئيس الفرنسي السابق الحادثة المتعلقة به سوى مؤامرة من خصومه السياسيين لقطع الطريق أمام عودته للمنافسة على دخول قصر الإيليزي، كما أنها لا تعدو أكثر من القشة التي قصمت ظهر البعير، وذلك بحكم سوابق القضاء الفرنسي في ملفات الفساد واعتياده على خوض التجارب الكيدية والعدائية. ومن المعلوم أن هذا الرد العنيف لساركوزي قد أتى عقب أن وجهت إليه تهم الفساد المالي وسوء استغلال النفوذ حينما كان رئيسا بين سنتي 2007 و2012، وكذا تلقي أموال غير قانونية لصالح حزبه خلال الانتخابات الرئاسية، منها أموال حصل عليها من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.