التوزاني يسلط الضوء على الجوانب الخفية من حياة المناضل الراحل محمد بنونة

التوزاني يسلط الضوء على الجوانب الخفية من حياة المناضل الراحل محمد بنونة المناضل امحمد التوزاني (يمينا) إلى جانب المهدي ألكسندر بنونة، نجل الراحل محمد بنونة، أثناء حضورهما للذكرى الخمسينية التي نظمها مركز بنسعيد أيت ايدر للدراسات والأبحاث
قال المناضل امحمد التوزاني في شهادته بمناسبة إحياء الذكرى الخمسينية لرحيل المناضل الاتحادي محمد بنونة والتي نظمها مركز بنسعيد أيت إيدر للدراسات والأبحاث إنه تعرف على الراحل نهاية عام 1968، حيث كان في استقباله في مطار دمشق لما كان برفقة ثلاثة عشر مناضلا لما قدموا من الجزائر عبر إيطاليا ولبنان، مشيرا بأنه عاشر الراحل لمدة تزيد عن ثلاث سنوات لما كان بمعسكر الزبداني، حيث كان بنونة في الصف الأول من القيادة، وكان يجمع بين القيادة السياسية والعسكرية، في حين كان التوزاني مسؤولا عن تدريب المناضلين رياضيا وعسكريا بحكم أنه كان خريج الأكاديمية الحربية بسوريا. كما كان التوزاني الى جانب الراحل في صفوف الثورة الفلسطينية تحت لواء منظمة " الصاعقة ".

وقال التوزاني في شهادته إن الراحل محمد بنونة كان إطارا عاليا وكان يتقن عدة لغات، وكان مستقر مهنيا وماديا وفي وضع عائلي جيد، دفعته غيرته على وطنه الى الانخراط في صفوف الثورة المغربية والثورة العربية والفلسطينية، وكان معروفا بشجاعته، وقلة كلامه، وطيبوبته وتواضعه إلى أبعد الحدود، كما كان هادئ الطبع ويصغي لمن يحاوره كيفا كان موقعه.

وأشار التوزاني أن الراحل كان ثاقب الذكاء ومطلع على الوضع السياسي العالمي، وكان أيضا منظرا فكريا وإيديولوجيا وكان يسير في نفس منحى الراحل عمر بنجلون، مضيفا بأن رسالته الى الفقيه البصري تكشف أن الرجل كان بخلفية فكرية وبعد نظر.  

وفي ما يتعلق بالأخطاء الذي وقع فيها بنونة إبان أحداث مولاي بوعزة (إقليم خنيفرة) في 3 مارس 1973 قال التوزاني إن الخطأ القاتل الذي ارتكبه هو أنه وبعد دخوله للمغرب بقي هو ومجموعته لمدة طويلة ولم يشرعوا في عملياتهم كما كان مخطط لها، وهو خطأ فادح من الناحية الأمنية، مشيرا بأن القيادة اللامعة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية كانت على علم تماما بالجناح المسلح للحزب، وكانت على اتفاق معه بإنشاء التنظيم المسلح وإشعال " الثورة"، مضيفا بأن قيادة الحزب مسؤولة عن كل النتائج علما أن المناضلين البسطاء هم من دفعوا الثمن، حيث قدموا للمقصلة دون رحمة ودون مراعاة كونهم مجرد ضحايا لأن أغلبهم كانوا أميين، مشيرا بأن أحداث مولاي بوعزة خلفت مآسي اجتماعية جمة، وأن حركتهم ما كانت لتسقط  لولا الخيانة.