كمال السعيدي: في النفاق السياسي للبيجيدي

كمال السعيدي: في النفاق السياسي للبيجيدي كمال السعيدي
خرج علينا حزب العدالة والتنمية ببلاغ عاجل يشير فيه إلى ما أسماه بالأمر الخطير المتعلق ببعض الدعوات الشاردة التي تطالب بالمساواة في الأرث ضدا على الآيات الصريحة في القرآن الكريم.. 
لن أطرح هنا رأيي في مسألة الإرث التي تحتاج إلى نقاش عمومي هادئ وصريح بعيدا عن الحسابات السياسوية  ودغدغة المشاعر.
ما سأطرحه هو تبيان نفاق هذا الحزب في التعاطي مع بعض القضايا المجتمعية الخلافية .. 
نتذكر كيف ركب الحزب بداية الألفية على خطة العمل الوطنية لإدماج المرأة في التنمية وكيف نزل بكل ثقله في مسيرة البيضاء المناوئة لها قبل أن يعود بضع سنوات ليقبل بالكثير من بنودها في إطار مدونة الأسرة.. 

لكن بين اليوم وتلك الصولات والجولات التي كان الحزب يثقن فيها استغلال الدين وقضية فلسطين لتعزيز شعبيته، جرت مياه كثيرة .. 
لقد قاد الحزب الحكومة لولايتين متتاليتين ولم يقم بأدنى شيء لمنع بيع الخمور مثلا بل كانت حكومته تجني من وراء بيعها أموالا طائلة وكانت الجماعات التي يدبرها الحزب تحصل على نصيبها كذلك ولم يقل أحد منهم أنها أموال حرام !!! 
لقد قاد الحزب الحكومة وكان وزير العدل منه ولم يقدم أي مشروع لإقامة حدود الله كما وردت في القرآن الكريم !! خاصة ما تعلق بحد الزنا وحد السرقة، وفيهما نصوص قطعية كما كان يحلو لهم القول ..
لقد قاد الحزب الحكومة ووقع على التطبيع المشين .. التطبيع مع كيان يحتل القدس الشريف والمسجد الأقصى ويشكل لنا تهديدا وجوديا ولم نسمع أن الأمانة العامة خرجت ببلاغ تشير فيه إلى أمر خطير وكأن الدعوات إلى المساواة في الأرث أخطر من التوقيع على التطبيع ومن التفريط الفعلي والعملي في فلسطين ومقدسات الأمة !! 
لم يحصل شيء خلال الولايتين بخصوص المهرجانات والإختلاط بالشواطئ ولباس السباحة .. والأمثلة كثيرة على أن كل اللغط السابق حولها كان مجرد نفاق واسترزاق غايته صناديق الإقتراع .. 
سيقول البعض إنه كان مرغما على قبول تلك الأشياء في إطار الواقعية السياسية التي ينهجها الحزب .. إذا كان الأمر كذلك فلا بأس أن يستمر البيجيدي في واقعيته ويبتعد عن الشعبوية وتأجيج الفتن وأن ينخرط في نقاش كل القضايا المجتمعية بشكل هادئ وهادف دون التوظيف السياسيوي للدين ..