تذكير لابد منه
بالعودة إلى مجمل خطب الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، يمكن الجزم بأنها كلها تفرز إن بشكل مباشر أو غير مباشر، حيزا واسعا لتحصين كرامة المواطنات والمواطنين، إيمانا من جلالته بأن صون الكرامة هو صمام الأمان لوطن جعلته الجغرافيا، والتاريخ التليد، وثوابته المتجذرة، محط استهداف كبير...
الكرامة تظهر قوتها في التفاصيل الصغيرة. بارتفاع منسوب تفاصيل هذه القيمة السامية، وتوسع رقعتها، تنتهي للحد الذي تجعل المواطن(ة) يحسسها، ويستنشق هوائها، (تنتهي) ببناء صخرة عليها تتحطم كل الدسائس الذي تستهدف البلاد مهما كان مصدرها.
عودة لسبب النزول
كثيرة هي المرات التي تناول فيها صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي التي تعنى بشأن إقليم وزان، موضوع المعاناة التي يتعرض لها المرضى الذين يتوافدون على المركز الصحي المسيرة، الذي بالمناسبة يشهد الكثير بمن سمحت الفرصة بالتواصل معهم/ن، بالجهود الاستثنائية التي يقوم بها الطاقمين الطبي والصحي العامل بهذا المرفق الحيوي، رغم ما يعانونه من معاناة ناتجة عن السيل الجارف من المرضى الذين يتوافدون على المركز الصحي المذكور. وضع ناتج عن خلل في هندسة الخريطة الصحية بدار الضمانة التي لم تستجب للتطور العمراني للمدينة.
المشهد المقزز الحاط من كرامة المرضى الذين على الدولة كما جاء في منطوق الفصل 31 من دستور المملكة " تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في العلاج والعناية الصحية ..." . فهل ترك المرضى على امتداد اليوم يفترشون الرصيف عند مدخل المركز الصحي صيفا وشتاء، يدخل في إطار تفعيل العناية الدستورية بهذه الفئة من ساكنة دار الضمانة قست عليهم/ ن الهشاشة الاجتماعية بكل أشكالها؟ ألا يعي صناع القرار الصحي والترابي بوزان بأن صمتهم أمام الصور المخزية الخادشة لكرامة المرضى تعتبر انتهاكا صارخا لحق هؤلاء في حماية حياتهم/ن الشخصية، وتعميقا لمعاناتهم/ن، (ألا يعي...) بأن هذا التصرف يتم خارج التوجيهات الملكية، هذا إن لم نذهب بعيدا في التأويل .
سوف يصاب القارئ(ة) بالصدمة حين سيعرف من خلال صورة ننشرها ضمن هذه المادة الاعلامية بأن المركز الصحي المسيرة يتوفر على فضاء رحب يمكنه أن يستقبل المرضى في شروط حافظة لكرامة المرضى لو تم تجهيزه بالكراسي والمظلات الواقية من الأمطار وأشعة الشمس ... كلفة مالية بسيطة لو تمت مقارنتها بما يصرف بعيدا عن الحكامة الجيدة في تدبير القطاع إقليميا.
وفي علاقة بالموضوع، لم يعد خاف على أحد بأن عملية تنظيم زيارة المرضى للمركز للاستفادة من خدماته الطبية والصحية، التي يقوم بها(تنظيم الزيارة) أحدهم ، قد زكت روائحها الأنوف ، وبدل أن تدخل الجهات المعنية على الخط لوضع حد للعبث الذي تدار به العملية رغم علمها بالتفاصيل ، يسجل استقالتها المطلقة ، تاركة المرضى عرضة لمهب الرياح الملوثة !
بعيدا عن التفاصيل المحيطة بالموضوع، ولحصر تداعيات تنظيم عملية ترتيب زيارة المرضى للمركز الصحي، وجب مأسستها كأول خطوة، وذلك باعتماد شارات تحمل الرقم الترتيبي، أما الخطوة الثانية والتي هي في علاقة مباشرة بالأولى، عدم الشروع في تسليم الشارات للمرضى قبل الثامنة صباحا، على أن يلتحق مباشرة كل مريض حصل على الشارة بالفضاء الداخلي للمركز. وحين يقدم الطاقم الطبي والصحي خدماته للمريض(ة) يترك هذا الأخير الشارة بمكتب حصوله على الخدمة، ليعاد جمعها فيما بعد للاستعمال في اليوم الموالي وهكذا دواليك.
هل مقترح فتح باب المركز الصحي في وجه المرضى والتعجيل بتأهيله، وكذلك مقترح تنظيم عملية استقبال المرضى مكلفان ماليا؟ أم مساهمة في تنزيل الخطب الملكة التي تُلزم كل مسؤول بإحاطة كرامة المواطن(ة) بأقوى منسوب من العناية؟
نعود لنشدد من جديد على أن الطاقم الطبي العامل بذات المركز مشهود له بالكفاءة والنزاهة والعناية بالمرضى، وهو مؤشر من بين أخرى يفسر لماذا أصبح المركز قبلة مرضى المدينة.
ممنوع على المرضى ولوج هذا الفضاء الرحب !