واعتلى فيلم "ميثاق" ممثل المغرب بوديوم الحفل الختامي لهذا المهرجان، بعد توهجه أثناء العروض، وتفاعل الجمهور معه عبر شاشة السينما المصرية، لتكون الجائزة الكبرى، تتويجا كبيرا للسينما المغربية، ولمجهود الطاقم التقني والفني بقيادة المخرج الشاب الحسين حنين.
واختارت لجنة تحكيم الفيلم المغربي، فائزا بالجائزة الكبرى، تنويها عاليا، وتقديرا مميزا، لما قدمه من نسق فني رفيع، وفق رؤية إخراجية بارعة، تناولت الموضوع، وفق توليفة سينمائية غاية في الإبهار والتشويق والبعد الجمالي .
وضمت لجنة تحكيم المسابقة الدولية في مختلف أصناف المسابقة، كل من المخرجة "ساندرا نشات"، والخبيرة في المونتاج الممثلة "دعاء عريقات" من مصر، ثم المخرجة والمنتجة المغربية "مليكة ماء العينين" ، والناقد الإيطالي "ماسيمو ليتشي"، والخبيرة السينمائية "فالما فاف" من جنوب افريقيا ـ كندا.
وانتزع " ميثاق" هذه الجائزة القيمة، التي تعتبر انجازا دوليا جديدا ينضاف إلى قائمة الإنجازات الكبرى للسينما المغربية، من بين ثمانية مشاركات عربية، مثلتها كل من مصر والعراق والجزائر وتونس والمملكة العربية السعودية ثم الأردن، فيما بلغ عدد المشاركين في مختلف المسابقات، أكثر من 1250 فيلما من 60 بلدا وتم اختيار 80 فيلما منها في جميع فئات المسابقة.
وكان الفيلم المغربي المتوج عن جدارة واستحقاق، هو الأول من نوعه فائزا ومشاركا، على مستوى منطقتي الشرق والأوسط وشمالي إفريقيا، في هذه التظاهرة السينمائية العربية والدولية، التي تحضى باهتمام كبير من قبل النقاد ووسائل الإعلام، فضلا عن قيمة مشاركاتها الفنية المتميزة.
ويعالج المخرج الحسين حنين، في فيلمه المتوج، تيمات عدة ومختلفة بأسلوب فني غاية في التشويق، لكنها تلتقي، عند المعادل الإجتماعي، وذلك من خلال قضية اجتماعية تتعلق بالطلاق من وجهة نظر بعض الجهات المتطرفة المتشبعة بأفكار بالية ورجعية.
ويطرح الفيلم المغربي، الذي صور بقبيلة سغروشن بإقليم تازة، وأنتجه أيوب المحجوب، من وجهة نظر فنية، موضوع العلاقات الاجتماعية، والهوية، واللغة الأمازيغية والمرأة، والتزمت الديني.
ووقع " ميثاق" مؤخرا على مشاركة وازنة في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، كما ظفر بعدة جوائز رفيعة، في كل من فرنسا وإسبانيا ولبنان والهند وبلجيكا، كما تألق في المهرجان الدولي 26 للفيلم "رود آيلاند" بالولايات المتحدة الأمريكية، والمؤهل إلى جائزة الأوسكار العالمية، حيث تم انتقاؤه من يين 6800 مشاركة تمثل 98 دولة.
و توج الفيلم، الذي يشكل نقلة نوعية في السينما المغربية، بالجائزة الكبرى، في عدة مهرجانات، منها مهرجان سينما الشباب في دورته السادسة ببيوكرى اشتوكة أيت باها، والمهرجان الدولي السابع لسينما المقهى بتازة، كما فاز بجائزة أحسن سيناريو بمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي في نسخته العاشرة، وجائزة الجمهور والسيناريو بملتقى سينما المجتمع في دورته السادسة وغيرها.