قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إن الممارسات، والتجارب التاريخية، أثبتت أن ما من أُمة نهضت، وتقدمت دون أن تضع في صلب رهاناتها الإنسان، ودون أن تستثمر في الرأْسمال البشري تعليما، وتثقيفا، وتكوينا وترفيها، ومن حيث توفير الخدمات الاجتماعية بالجودة المطلوبة.
وأضاف في كلمة له الإثنين 21 فبراير 2023، خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى البرلماني الدولي السابع للعدالة الاجتماعية، المنظم من طرف مجلس المستشارين، بشراكة مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي للإنسان والشغل المدر للدخل، والمُطَمْئِن على المستقبل، هو ما ييسر مشاركته في التنمية والإنتاجِ، وفي تدبير الشأن العام، مع ما لذلك من أفضال على الاستقرار الاجتماعي، وعلى تعزيز البناء المؤسساتي في إطار دولة ترعى الحقوق، وتحرص على الواجبات.
وأفاد الطالبي أنه "بالارتكاز على تقاليدها، وثقافتها، وتاريخِها العريق، أسست بلادنا، نموذجها المجتمعِي على التضامن والتكافل، والاهتمام بالإنسان"، وهو النموذج الذي يتقوى وتتسارع، وَتِيرة إنجازه، وتتعدد مداخله منذ أكثر من عقدين من الزمن برعاية ملكية متواصلة، تصورا، وإِعمالا في الميدان.
راشد العلمي، أبرز أيضا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعتبر، عنوانا بارزا لهذا النموذجِ المجتمعي، إِذ تتوجه بمشارِيعها، وَتعَبئ إِمكانياتها لمُحاربة الهشاشة، وتيْسير التَّمَدْرُسِ، وخاصة تمدرس الفتيات في الوسط القروي، وتأطير مبادرات الاقتصادِ الاجتماعِي، والتضامني المدِر للدخلِ، وتوفير الماءِ الصالحِ للشرب في العالم القروي، وبِنَاءِ وتَدْبِير مؤسساتِ الرعايةِ الاجتماعية وإعادةِ الإدماجِ، والتكوينِ والتدريب.
وزاد قائلا: "مأسسة للتدخلات العمومية في الخدماتِ الاجتماعية، نجحت بلادُنا في توفيرِ التغطية الصحية لأزيد من 23 مليون فرد، يستفيدون من هذَا النظامِ بشكلٍ مُمَأسَسٍ ومنظم يَكفل الخدمة العمومية الصحية في إطارِ ضوابط قانونيةٍ عصريةٍ، وأشار "ومع إِدراكنا لما يتطلبه هذا المُنجَز من اعتمادات مالية، وموارد بشرية، وبِنْيات، وتجهيزات أساسية، فإنَّ علينَا أن نُقَدرَه حَقَّ قَدْرِه، ونَعْتَزَّ به خاصةً بالنظرِ للسياقِ الذي تَحَقَّقَ فيه، سياقُ الحروب، والأزمات الدولية المتتاليةِ مع كل تداعِياتِها المعروفة.
رئيس مجلس النواب أبرز أيضا أن المُنجز، وترصيده، والبناءِ عليه، علمًا بأنه ثَمَّةَ جُهدا ضروريا ينبغي بذله وسياسات عمومية ينبغي تنفيذها، وإمكانياتٍ مالية، وبشرية وتجهيزات ينبغي توفيرها لنَكْسِب الرهان الاستراتيجي مِما نحن بصدد تحقيقه، أي تحقيق دولة الرعاية الاجتماعية.