كم هو مؤلم أن نشاهد مواطنا يبكي لكونه اصبح يبحث عن قوته اليومي في القمامات ..! وكم هو محزن أن ترفع امراة صوتها حد الصراخ وهي توجه كلاما قويا وقاسيا لرئيس الحكومة وتنعثه بكونه غير ملتزم بشعارات سابقة في حملته الانتخابية وقد اخل بواجباته ووعوده خاتمة كلامها بالدعاء عليه ومن معه من اعضاء الحكومة لتصبح عاقة وغير مستجيبة ..! وغيرها من المشاهد المجتمعية المؤثرة التي تلخص قولة درج المغاربة عليها في التعبير كلما ضاق العيش "وصل السكين لعظم " ولم نعد قادرين على الأستمرار .
كل هذه المشاهد تسائل المسؤولين. وإلى أي حد نقبل تحليلات لاتراعي الشروط الموضوعية وتحترم ذكاء الناس بعيدا عن الديماغوجية والمراهقة السياسية التي يتصرف بها في كثيرمن الأحيان على وجه الخصوص الناطق الرسمي ؟
قبل التصدي لبعض التحليلات سواء من الحكومة او ممن يلقبون بكونهم خبراء لشرح الوضعية الصعبة التي اصبح يعيشها المواطن في مواجهة هذا الغلاء الفاحش. من خلال القنوات العمومية التي تمول من الميزانية العامة ومن المفروض عليهاان تتبنى قضايا المجتمع بجرأة وحيادية تبدو لاعلاقة لها بما يقع ،مادامت برامجها مستفزة للمشاعر ولكون المسؤول الاول على الاعلام العمومي خارج التغطية ويدبر هذا المرفق العمومي بعقلية متخلفة وبمنطق " كلشي مزيان" لعدة سنوات بعدما خلد في المنصب لمدة تفوق عقدين ونصف ولم ننس بعد فضيحة تغطية استقبال المنتخب بعد الحضور المشرف في قطر بشكل هاوي لايعكس الامكانات المادية المرصودة .هذا المرفق لحساسيته يحتاج لعقلية متطورة مواكبة لمستجدات العصر وعاكسة لانتظارات وهموم ومشاكل الناس. مادام تمويله من ضرائبهم .لاشك ان هناك طاقات شابة واعدة قادرة على تحقيق الاهداف التي تساير تحديات العصر.
مما يثير الاستفزاز والضحك معا بعد هذا التذمر الشعبي اللامحدود وعوض ايقاف النزيف والتخفيف عن المواطن من خلال تخفيض إجراءات عملية تحقق توفير المواد الأساسية مع تخفيض الاسعار وتسريع وتيرة الدعم للاسرة المعوزة والمحتاجة. الخروج بخطاب واضح ومطمئن وغيرها من الاجراءات التي ينتظرها الشعب. تأبى الحكومة غير ذلك من خلال ايفاد لجن لمراقبة الاسعار والعمل على اشهار الاثمنة وهي بذلك تزكي الغلاء والمضاربات والاحتكار .وهو أمر اثار سخرية الجميع .فإذا كثر الهم لايسعنا إلا قول "شر البلية مايضحك " تحليلات تتكرر بشكل بليد من قبيل الحرب الاوكرانية الروسية والجو البارد وازمة كورونا وغيرها من التبريرات التي تسائل المسؤولين.
أين هي لمستكم أيهاالمسؤولون والتي سيحس بها المواطن؟... لامن مجيب مادامت دار لقمان على حالها، ستبقى على حالها .