إكتشاف علمي جديد: "نيزك السمارة ".. إضافة نوعية للبحث العلمي في مجال النيازك

إكتشاف علمي جديد: "نيزك السمارة ".. إضافة نوعية للبحث العلمي في مجال النيازك أعضاء جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك السمارة وفريق العمل من جامعة إبن زهر ومعهد العلوم والتكنولوجيا باري

أكتشف بالمغرب نيزك جديد اختار له المكتشفون "اسم "نيزك السمارة" .وتم إجراء التحاليل المخبرية وإعطاء التسمية لهذا النيزك المكتشف بإسم المنطقة التي تم العثور عليها .

وأفاد الدكتور إبهي عبد الرحمان، أنه تم العثور على قطعة واحدة تزن حوالي 155 جرام وعدة شظايا صغيرة تزن 805 جرامًا من قبل مولود باشيخ ومجموعة من الأصدقاء أثناء البحث عن نيزك في منطقة العاصلي غرب مدينة السمارة (إحداثيات GPS 26° 40.35 شمالاً،11' °46.16 غربًا ).

 

واضاف الدكتور إبهي في تصريح لموقع "آفاق بيئية " أن الدراسة البتروغرافية، أن النيزك عبارة عن " كوندريت كربوني"   (Carbonaceous chondrite)  من النوع "CVox3 " ، وأن قشرة الانصهار المحيطة بالنيزك لا تزال سليمة وسوداء، وهي تدل على أن سقوطه حديث وعدم خضوعها لتغيير الأرض، مما يجعلها أفضل عينة للدراسات العلمية.

 

وعن دواعي اختيار التسمية باسم مدينة السمارة قال الدكتور إبهي أنه تم تسمية النيزك الكربوني على إسم مدينة  "السمارة" (Smara 002)  ليكون معترفا به دوليا ومدرجا في قاعدة البيانات The Meteoritical Society الخاصة بالنيازك عالميا وكذلك إصدار ورقة علمية محكمة إكتشاف هذا النيزك وخصائصه، "وهذا في حد ذاته مُكتسب مهم إذ أصبحنا نسمّي النيازك التي تسقط على أرض بلدنا بأسماء مغربية، حيث أصبحتْ للمغرب مكانة في البحث العلمي في مجال النيازك معترف بها عالميا".

 

ويعتبر اكتشاف هذا النوع من النيازك الذي سقط قرب مدينة السمارة مهم جدا من الناحية العلمية، وما يميزه هو وجود حبيبات من غبار النجوم، التي سبقت تكوين وتطور المجموعة الشمسية، وذلك قبل أربعة مليارات وست مئة سنة ،فضلا عن كمية كبيرة من الكربون في شكل مركبات عضوية، كما قد يحتوي على ماس دقيق جدا، هذا الأخير ناتج عن تحول مادة الكربون إلى بلورات صغيرة من الماس لشدة ضغط الاصطدام . وهذا هو السبب الذي يجعلها مثيرة للإهتمام العلماء والباحثين .

 

ويعد هذا النيزك النادر مهم جدا بالنظر إلى فقدان كوكبنا للكثير من المؤشرات التي تساعد على فهم بداية الحياة وتطورها على الأرض وخصوصا طبيعة الأرض الدينامية من العوامل التي أدت إلى اختفاء الكثير من العناصر المساعدة على فهم كوكبنا، وبالتالي فإن النيزك الذي تمت دراسته يتيح إمكانيات هائلة في المستقبل.

 

ويؤكد خبير النيازك، الدكتور إبهي ، أنه من المقرر أن تكمل الدراسة الاستكشافية وتتبع مجال توزيع أجزاء الشظايا من بعثة استكشافية مزودة بأجهزة الكشف، التي شكلها أعضاء مختبر النيازك بجامعة ابن زهر، وتتبع مجال توزيع شظايا هذا النيزك لكشف عن خريطة حقل النيزك المتناثر.

 

 يذكر أن هذه الدراسة العلمية ستساهم في إثراء البحوث السابقة حول النيازك المغربية، وتؤكد أيضا على الجهود الكبيرة التي بدلها باحثون المغاربة وخصوصا المتحف الجامعي للنيازك، بهدف تعزيز النيازك المغربية على الصعيدين العلمي والثقافي. وسينشر الباحثون العديد من الأوراق البحثية قريبًا لمناقشة كافة الجوانب المتعلقة بالنيزك وأهميته، وستظهر جميعها في مجلة محكمة.

 

وخص الدكتور إبهي بالشكر والثناء لكل من عامل إقليم السمارة سي حميد النعيمي ومولود باشيخ وأعضاء جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك السمارة وفريق العمل من جامعة إبن زهر بأكادير ومعهد العلوم والتكنولوجيا باري وجامعة فلورنسا بإيطاليا على تصنيف ودراسة وتسمية هذا النيزك بإسم مدينة السمارة . وأبدى الدكتور إبهي عن رغبته في إنشاء بإنشاء متحف للنيازك بمدينة السمارة لكونها باتت محجا للخبراء و الدكاترة و الباحثين و العلماء في مجال النيازك وعلم الفلك.

 

يشار أن سياق الاكتشاف جاء تبعا لخرجة علمية وميدانية نظمت من قبل المكتب المسير لجمعية هدايا السماء للشهب والنيازك السمارة اليوم الجمعة 04 نونبر 2022 لمنطقة العصلي بمدينة السمارة رفقة دكاترة وخبراء وباحثين في علم النيازك بقيادة البروفيسور إبهي عبد الرحمان رئيس ومؤسس المتحف الجامعي للنيازك والدكتور جورجيو سينيسي رئيس المركز الإيطالي ومعهد العلوم والتكنولوجيا باري إيطاليا، والدكتور في علم النيازك لحسن أكنين، حيث تم الوقوف على مكان العثور على نيزك جديد وأخذ المعطيات العلمية وتوثيقها بالطرق المتعارف عليها علميا .