سالم عبد الفتاح: يوم اليد الحمراء.. فرصة لتسليط الضوء على معاناة الأطفال في مخيمات تندوف

سالم عبد الفتاح: يوم اليد الحمراء.. فرصة لتسليط الضوء على معاناة الأطفال في مخيمات تندوف سالم عبد الفتاح، ئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بالعيون
خلدت الأوساط الحقوقية المهتمة يوم اليد الحمراء، أواليوم العالمي لمكافحة استغلال الطلاب كجنود الموافق لـ12 فبراير من كل عام، وهو مناسبة لمناشدة القادة السياسيين للوقوف في وجه استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة، حيث تقام فيه الفعاليات في جميع أنحاء العالم للفت الإنتباه إلى مصير الجنود الأطفال، الذين يجبرون على الإنخراط  في الجيوش والمشاركة في الأعمال القتالية والحروب..

ولعل يوم اليد الحمراء، فرصة لتسليط الضوء على المعاناة والحرمان الذي يعيشه القاصرون في مخيمات تيندوف بسبب ممارسات البوليساريو، حيث تعرض معظم الأطفال ممن نشؤوا في المخيمات أو التحقوا بالبوليساريو في فترات سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إلى فرض التجنيد الإجباري عليهم وإشراكهم في قوات البوليساريو التي كانت تخوض حربا في تلك الفترة، كما تم حرمان الكثير منهم من حضنهم الأسري ومن حقهم في  استكمال التعليم الذي يحفظ هويتهم و يضمن تأهيلهم لسوق الشغل، فكان يتم تحويلهم للتدريب والإختصاصات العسكرية سواء في تندوف أو في عديد الدول الداعمة للبوليساريو،أين يتم تلقينهم الإيديوليجيات اليسارية المتطرفة،ويتلقون عن كثب خطاب الكراهية والحض على العنف إزاء مخالفيهم، سواء في معسكرات ليبيا، الجزائر، وحتى في  بعض بلدان المعسكر الشرقي الأخرى مثل كوبا يوغسلافيا..

وقد عاد ملف تجنيد البوليساريو للأطفال للواجهة مجددا بعد تناوله من طرف عديد المنظمات الحقوقية وإثارته على مستوى الهيئات التابعة للأمم المتحدة كمجلس حقوق الإنسان بجنيف والجمعية العامة بنيويورك، بعد تسرب أسماء وصور لأطفال من ضحايا الأعمال المسلحة في صفوف البوليساريو التي أعلنت تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار منذ 13 من نوفمبر 2022..

ممارسات لا تزال تداعياتها قائمة، حيث يجد المجندون في صفوف الجبهة أنفسهم بدون مؤهلات تمكنهم من تحقيق ذواتهم، والإندماج في الأوساط المدنية في البلدان التي ينتقلون للعيش فيها، بسبب اقتصار معرفتهم وخبراتهم على التخصصات العسكرية،فيما لا يزال الكثير منهم متأثرا بدعاية وفكر البوليساريو المتطرف الذي تلقاه في معسكرات الجبهة، حيث يروجون لخطاب الكراهية إزاء المخالفين وينخرطون في مجموعات منغلقة بناء على عصبيات ضيقة من شأنها أن تهدد وحدة المجتمع وتقوض السلم والإستقرار بسبب امتداد العصبيات القبلية التي يوظفونها في كافة بلدان المنطقة..

ويهدف يوم "اليد الحمراء" للعمل ضد هذه الممارسات ودعم الأطفال الذي يضطرون للإنخراط في الأعمال المسلحة. وقد تم إقراره في عام 2002، عندما دخل البروتوكول الإختياري بشأن إشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة حيّز التنفيذ في 12 فبراير من نفس السنة، فيما تم اعتماد هذا البروتوكول من قبل الجمعية العامة للإمم المتحدة في ماي 2000، حيث وقع من طرف من أكثر من 100 دولة. وتنشط العديد من المنظمات الدولية ضد استخدام الأطفال كجنود، منها على سبيل المثال أليونيسيف؛ منظمة العفو الدولية؛ نجمعية الصليب والهلال الأحمر..