في مغرب السدود ومغرب المخطط الأخضر ومغرب صندوق التنمية القروية ومغرب وزارة الفلاحة ومغرب المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي ومغرب الغرف الفلاحية ومغرب سقي مليون هكتار، ومغرب تحكم فيه وزير واحد في مفاصيل قطاع الفلاحة لأطول فترة في التاريخ ( قضى أخنوش على رأس وزارة الفلاحة 15 سنة متتالية، بشكل لم يسبق لأي وزير أن جثم على وزارة طوال هذه المدة)، تباع "مطيشة" للمغاربة البسطاء بين 12 و13 درهم للكيلوغرام.
وفي دولة النيجر بإفريقيا، التي تنخرها التمزقات واللاستقرار الأمني والاقتتال الداخلي ولا تهدر الملايير على "مخطط أخضر أو أزرق أو كاموني"، تباع فيها "مطيشة" للنيجيريين بثمن يتراوح بين 8000 و10.000 فرنك فرنسي لصندوق من 15 كيلوغراما، أي حوالي 9 دراهم للكيلوغرام الواحد( وهذا الثمن تابث منذ منتصف يوليوز 2022 !).
وفي الفلبين بجنوب شرق آسيا، التي دمرتها الأعاصير والكوارث الطبيعية ولاتوجد فيها صناديق التنمية القروية أو مكاتب الاستثمار الفلاحي، حرص فيردينانز ماركوس الابن، الرئيس المنتخب حديثا في يونيو 2022، على ضم وزارة الزراعة للرئاسة، لتجفيف مافيا الأرز التي ظلت تتلاعب بالسوق وبقوت الفيلبينيين، وأصبحت الفلبين تباع فيها "مطيشة" اليوم بثمن 7 دراهم للكيلوغرام !
وفي الشيلي بأمريكا اللاتينية، حيث الزلازل والجفاف واتساع خطر التصحر وشح السماء وقلة الأراضي الصالحة للزراعة وانخفاض الموارد المائية بهذا البلد الأنديزي بنسبة 40%، وبدون أن تطبل الشيلي لمخطط "الشيلي الأخضر أو الخرشفي أو الكرعي أو الزيتي"، تباع فيها "مطيشة" بثمن 9 دراهم للكيلوغرام الواحد !
من ساعدنا على حل هذه المعادلة سيكون الرسول الكريم شفيعه في يوم القيامة حيث سنختصم يومئذ إلى الله بوصفه الحق المطلق!
عبد الرحيم أريري