محمد قمار: محنة الشباب والطفولة والوزير خارج التغطية

محمد قمار: محنة الشباب  والطفولة والوزير خارج التغطية محمد قمار
عمرت الحكومة لأكثر من سنة لتخرج إلى الوجود المرسوم المنظم لقطاع الشباب ، تأخر قاتل في زمن مفصلي نجم عن هدر لزمن القطاع ، واستبخاس الوزير نفسه لرهانات قطاع الشاب والطفولة، فتأخر المرسوم  لا يعفيه من مسؤوليته في شل القطاع واعتباره في محطة انتظار، ربما كان الوزير ينتظر خروج المرسوم الذي ينظم القطاع والذي جاء متأخرا كي يبادر، لكن هذه الرؤية التقنوقراطية رهنت القطاع و شلت كل الديناميات المحطات الشبابية والطفولية والنسوية، ولا يفهم هذا التأخر إلا في سياق أولويات الحكومة التي تضع الشباب والطفولة في آخر اهتماماتها، فلو كانت فعلا تعتبره القطاع أولويا لخرج المرسوم منذ سنة على الأقل، وهذه مفارقة تعكس إما تغييب القطاع من أجندة الوزير و اعتباره قطاعا ترفيا لا اجتماعيا تكوينيا تنمويا. 
وها نحن الآن عشنا بياضا تربويا مستمر، لم يحاول الوزير المنشغل جدا بحضور لقاءات لا تقدم اي إضافة للقطاع ولم يقم  بتقديم منتوجات يجعل المؤسسات التربوية تستعيد دورها وبريقها من خلال الإهتمام بها وبتوفير الإمكانيات المادية و الموارد البشرية .
لم يحاول أن يكون مبادرا عدا مبادرات حضور رمزي  لبعض القطاعات، وهذا ينضاف سلبيا إلى تداعيات كورونا.
يؤسفني أن الوزير الذي حمل مسؤولية قطاع الشباب لم يكن ملحا ولا مبادرا في إخراج المرسوم مبكرا ولا في خلق برامج شبابية،  وطبعا استراتيجية من هذا النوع تخدم العدم ومن ينتهز الفراغ التشريعي عند التبرير والتعليل.
لن نعود إلى سجل الوزير بزلاته وهوسه، لكننا من موقعنا ندق ناقوس الخطر، الشباب يعاني من الفراغ والهدر الزمني، فالوزير مطالب أن ينقذ ما تبقى من الموسم: بتحيين المحطات والمواعيد التربوية والتكوينية الشبابية والنسوية السنوية، ويلعب دوره كمرافع شرس لجعل القطاع يسترجع قوته و عافيته. 
إننا نعيش أسوء زمن تربوي مع قطاع الشباب الذي يموت بسم الاهمال والتجاهل، ربما الوزير غير مقتنع به، ولا يمتلك رؤية فيه، لكننا نحيله على أطر القطاع الذي هم أعمدته، وقادرين على الإبداع وتبديد البياض.
في انتظار أن يصحو الوزير ويقطع مع رؤيته التبخيسية لمجال حي متجدد يجد في الشباب والطفولة فرصة للتنفيس والترفيه والتكوين نقول له رحمة بالشباب والطفولة، فالفراغ عدو خطير، ومن موقعنا نعلم أثره في المجتمع والنفوس.