من منا لا يعرفه صاحب مواقع التشهير ونشر التفاهة وقد كرس مجموعة من العاطلين ومريديه لتصيد كل فضيحة أينما تقع تجد ميكروفوناته وكاميراته ترصد الحدث. يتبنى صاحب هذه المؤسسة في رسائله التربوية نشر الوعي ومنذ أن خرجت مواقعه للوجود أصبحنا نتلقى مشاهد صادمة وموغلة في السفاهة والسفالة تستهدف الأخلاق والأعراف وكل ما يشكل هوية هذا البلد. والغريب أن هناك من هو جاهز للتضحية بشرفه وسمعته وعائلته ونسبه ليخلق الحدث المهم، الشهرة والعائدات المادية التي نجنيها من وراء هذه الأفعال الشنيعة والمشينة. صاحب هذا الفتح العظيم هو من نظم العرس للاحتفال بانجاز أسود الأطلس وقد استدعى لهذا الغرض رئيس الجامعة والمدرب واللاعبين المقيمين بالمغرب.
لتنشيط الحفل اختير له منشط عندما سمعته لأول مرة اعتقدت أنه طالب في الرياضيات مادام اسمه يوحي بالهندسة أو ما يعرف (بقاعدة طاليس )، لكن تبين أنه نتاج مرحلة فراغ بعدما أفل نجم رجال ونساء الفرجة الحقيقيين. الذين خلقوا الدفء العائلي وأطروا الرأي العام في قضايا عديدة ومصيرية. ومنهم من أدى الثمن من عمره غاليا، نظير موقف أو رأي دون ان يتردد لحظة في التعبير عنه. كما أنهم صنعوا فرجة استطاعت أن تشد الجميع إلى الشاشة وتنقل هموم الناس ومشاكلهم وأفراحهم وأحزانهم بابداع وحرفية قل نظيرها. كانوا مبدعين حقا نالوا احترام وتقدير الناس وبقيت أسماؤهم راسخة في ذاكرة الجميع .
طاليس الذي اختار طريقة معينة من التنشيط تعتمد على الوقاحة والسفاهة وليس الجرأة والموضوعية وتستفز مشاعر الناس وتسيء لصورة المرأة بشكل كبير. يتماهي مع ما يتبناه صاحب العرس والموقع وبالتالي يصدق عليه القول الدارج
" طاح الحك وصاب غطاه" ،كان متوقعا أن يكون هذا النموذج من المحتوى في الحفل. أو كماسماه المنشط "لعرس" وهو ينقل بعض المفردات الساقطة من الشارع لتفسد ثاني ظهور للمنتخب. كل ماوقع يسائلنا جميعا وعلى وجه الخصوص هذه الحكومة التي تمعن في إهانة المواطن كل لحظة وهي تصر على التقليل من الاحترام لنا جميعا. وبمثل هذه الأدوات البئيسة. الأمر يحتاج لإعادة النظر في مثل هذه الأحداث. فلم تمر على واقعة (طوطو)سوى مدة قصيرة. ها نحن اليوم نصدم بمضمون ساقط ودون المستوى وأمام رئيس الجامعة وهو وزير من نفس حزب رئيس الحكومة. قدرنا أن نعيش الانحطاط في كل شيء. ومع حكومة فاقدة للكفاءة والاخلاق .
أمثال طاليس كثر وتعج بهم الساحة وتفرز لهم مساحات في الفضاءات العمومية ووسائل الإعلام التي تمون من دافعي الضرائب في غياب (الهاكا) لتفعيل الرقابة على المضامين المخلة بالقوانين والأخلاق. من حق طاليس أن يستفيد من هذا الوضع ونحن مجبرون أن نؤدي الفاتورة. اتفقنا معه أو لم نتفق. نحن أمام بضاعة رائجة ومذرة للدخل ومكنت اصحابها من تأمين المستقبل والشهرة. لكن ليس من حقه أن يمس بصورة المرأة ويتطاول على مجتمع و غير مدرك لخصوصيته.
أتساءل ما السر في اختيار هذا التوقيت لافتعال هذه الأحداث وما الغاية منها ؟ ولماذا تثار مثل هذه التفاهات في وقت معين ؟
أسئلة تبقى مؤجلة في ظل سياق عام يشوبه التوثر والقلق وظروف معيشية خانقة لم يعد يملك معها المواطن سوى قول " كثرة الهم كاضحك " فعلا لقد أصبحت هموم المواطن مثار سخرية عند حكومة غير مقدرة لمسؤوليتها. لكن المؤكد أن صاحب العرس يخدم أجندات مكملة لأهداف هذه الحكومة لانعلمها، لكنها بدأت تظهر مؤشراتها منذ مدة.. الله يحفظ أو صافي .