"لوبوان" الفرنسية: استياء واسع النطاق في إفريقيا ضد تدخل باريس "المصلحي" و"الأبوي"

"لوبوان" الفرنسية: استياء واسع النطاق في إفريقيا ضد تدخل باريس "المصلحي" و"الأبوي" إيمانويل ماكرون يسير على خطى سلفه في التعاطي مع إفريقيا
كتبت الأسبوعية الفرنسية (لوبوان)، الثلاثاء31 يناير 2023، أن هناك منذ مدة "استياء واسع النطاق" يسود دول غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية ضد تدخل باريس، الذي لطالما اعتبر "مصلحيا وأبويا".
وفي افتتاحية نشرت على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "لماذا إفريقيا تصد فرنسا"، أفادت المجلة بوجود "فجوة آخذة في الاتساع" بين فرنسا وإفريقيا في أعقاب انعدام "سياسة إفريقية" لفرنسا.
وأضاف صاحب المقال أن فرنسا استخدمت تدخلها في منطقة الساحل "لتعزيز صورتها الدولية، والترويج لأداتها العسكرية، وللتظاهر بأنها بطلة في مكافحة الإرهاب، ولتحظى باحترام الأمريكيين، بل ولتقدم نفسها كنقطة انطلاق لسياسة أوروبا الدفاعية"، مسجلا أنه إذا أعطت القوة الاستعمارية السابقة انطباعا بأن الأحداث في إفريقيا تجاوزتها، فذلك لأنها "لم تدرك أن الزمن قد تغير".
واعتبر المقال أن هذا التغير في المواقف حدث في أقل من عقد من الزمن، مشيرا إلى أنه في العام 2013، تصور الرئيس فرانسوا هولاند نفسه على أنه "محارب الجهاد الإفريقي" في الوقت الذي تمكن فيه الجيش الفرنسي من طرد الإسلاميين إلى شمال مالي في إطار عملية "سيرفال".
وتابع بالقول: "منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، سار إيمانويل ماكرون على خطى سلفه، إلا أن كلاهما نسيا أن الإرهاب يتغذى على المشاكل المحلية التي لا يملك أي جيش أجنبي الوسائل لحلها"، مضيفا أن باريس تستثنى من اللعبة الدبلوماسية الإفريقية الكبرى، بسبب "عجزها عن هزيمة الجهاد".
وأكد أن "تأثير الدومينو يتسارع" لأنه بعد مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى العام الماضي، انسحب الجيش الفرنسي من بوركينا فاسو.
وسجلت أسبوعية (لوبوان) أنه "كلما قتل الجيش الفرنسي المتمردين، كلما انتشرت الظاهرة في مالي والدول المجاورة مثل النيجر أو بوركينا فاسو، حيث ازداد العنف الجهادي في القارة بنسبة 300 بالمائة خلال عقد من الزمن بحسب وزارة الدفاع الأمريكية"، معتبرة أن "عجز الجيش الفرنسي قد أجج إحباط السكان الذين انقلبوا على المحررين، وينظر إليهم الآن على أنهم غزاة".
وأشار المصدر إلى أن شعار "إفريقيا للأفارقة" يحشد الجماهير عبر دول الساحل الإفريقي، مشددا على أن فرنسا هي "ضحية غرورها المطلق منذ نجاحها في عملية العام 2013".
وأضاف كاتب الافتتاحية أن "التحديات الحاسمة مثل تنظيم الهجرة أو مكافحة تغير المناخ لا يمكن مواجهتها دون تعاون وثيق مع البلدان الإفريقية، التي هي متنوعة بقدر تعددها"، خاتما بالقول "بدلا من الطرد من بلد تلو الآخر، حان الوقت لاستعادة زمام المبادرة".