وزارة الصحة تُسمِّد تربة العنف بمركز صحي بتطوان!

وزارة الصحة تُسمِّد تربة العنف بمركز صحي بتطوان! وزير الصحة والمركز الصحي مغلق كأنه في عطلة دائمة
تحول المركز الصحي الواقع بحي المدارس بتطوان، إلى مشتل لتفريخ العنف بكل أشكاله ، ويؤدي فاتورته الثقيلة ماديا ونفسيا الأطر الطبية  والصحية .
 المركز الصحي حي المدارس، يشدد مصدر موثوق في تصريحه لجريدة "أنفاس بريس" يتوافد عليه يوميا جيش عرمرم من المرضى، مما يجعل الطاقم الطبي المحدود العدد ( طبيب وطبيبة) عاجزا أحيانا عن استقبال كل الحالات الوافدة، لأن استقبال الجميع وفحصه لن يكون إلا على حساب الضمير المهني ، واستهتارا بصحة المرضى، وضربا في عمق الفصل 31 لدستور المملكة الذي ينتصر بالمكشوف للحق في "العلاج والعناية الصحية" .
وبعد النبش بين ثنايا التفاصيل التي جعلت المركز الصحي حي المدارس ينفرد بهذا الوضع القابل للانفجار في أي لحظة ، مقارنة بباقي المراكز الصحية الأخرى على امتداد  تراب جماعة تطوان، طفا على السطح السبب الرئيسي الذي حول حياة الأطر الطبية والصحية والمرتفقين إلى جحيم يومي، والسبب إذا ظهر بطل العجب  كما تقول الحكمة الشعبية .
 قبل سنتين أقدمت المديرية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتطوان إلى إغلاق المركز الصحي سيدي طلحة بغاية اعادة تأهيله ، وهي العملية ( التأهيل) التي ردد من أقدم عليها بأنها
ستكون جد محدودة في الزمن، ليعود المركز لتقديم خدماته في بيئة حاضنة لكرامة المرتفقات والمرتفقين من المرضى الذين من أجل علاجهم والعناية بصحتهم، ألزم  الفصل 31 من الدستور، الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية التعبئة من أجل توفير هذا الحق وصونه ، وتيسير الاستفادة منه .تعبئة تبخرت مباشرة بعد يوم الاغلاق ! 
 فهل ترجمت المندوبية الاقليمية للصحة والحماية الاجتماعية هذا المبدأ الدستوري ميدانيا ؟ أم أنها فشلت في تدبيرها لهذا الملف الذي جعلت منه شائكا ، حين ألحقت من كان من المرضى  يتوافد على المركز الذي تم اغلاق أبوابه في تقديم خدماته ، على المركز الصحي حي المدارس ، من دون إلحاق الأطر الطبية التي اشتغلت هناك !والنتيجة تعميق معاناة الطبيبة والطبيب العاملان بالمركز المُستنجد به ، وفتح الباب على مصراعيه لتعرض كل من يشتغل هناك للعنف بكل أشكاله ( رزنامة من الشكايات المكتوبة والشفاهية على طاولة المدير الإقليمي) ...
لن نفصل في ما تعرضت له طبيبة مركز حي المدارس صباح يوم الأربعاء 18 يناير من سب وشتم بكلام نابي ، ولا ما تعرضت له ممثلة شركة للدواء زارت المركز الصحي... ولن نشير إلى عدم توفر المركز على حارس من الأمن الخاص لأسباب مجهولة ...
ولكن نرفع صوتنا عاليا مع الأطر الطبية والصحية والمرتفقات والمرتفقين والفعاليات الحقوقية من أجل التعجيل بتأهيل المركز الصحي سيدي طلحة .
وفي انتظار ذلك فإن الارتقاء بجودة الخدمات الصحية التي يقدمها مركز حي المدارس يمر عبر تعزيز الطاقم الطبي بطبيب(ة) ثالث على الأقل.