تناقض كبير بين ما قاله رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران في حق المرأة المغربية، في اللقاء الشهري أمام غرفة المستشارين، حيث اعتبر أن مكانها الطبيعي هو البيت وانتظار الزوج والأطفال في بيوت مضاءة مساءً، وبين التصريحات التي تتبناها برلمانيات حزب العدالة والتنمية. إذ قالت عزيزة القندوسي عضو الفريق النيابي للعدالة والتنمية، إن "حزب العدالة والتنمية مرجع فيما يتعلق بتمكين المرأة"، داعية كل من يدعي أن العدالة والتنمية تعادي المرأة بأن "يطلعوا على تجربة العدالة والتنمية في هذا الجانب ليتعرفوا على مناضلات الحزب وقياداته النسائية ووضعهن المتميز داخل الحزب". وأكدت القندوسي التي كانت تتحدث، في لقاء تواصلي نظمته الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بتنسيق مع الكتابة الإقليمية لأكادير إداوتنان، يوم السبت 21 يونيو 2014، بمدينة أكادير، عن تمسك العدالة والتنمية بمقاربته الشاملة لقضية المرأة، وعدم إغفاله للمقاربة الأسرية في دفاعه عن حقوق المرأة ونضالاتها. المنحى ذاته سلكته كلمة آمنة ماء العينين عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، إذ دعت إلى ما وصفته بـ "إخراج النساء من جبة الرجال في العمل السياسي"، مؤكدة أن هذا الأمر لا يجب أن يكون "بمنطق النزاع ولكن من منطلق الاستقلالية والتميز". في المقابل دعت لجن النساء إلى رفع رهاناتهن الذاتية وسقف مطالبهن، ليس لتحقيق غايات وربح شخصي، ولكن لإيمان حقيقي بضرورة الانخراط في مسار التغيير والإصلاح. مؤكدة، بأن الإرادة الملكية من أجل تمكين المرأة وتقوية انخراطها في العمل السياسي هي في الحقيقة أقوى من إرادة الفاعل السياسي.
تصريحات قياديات العدالة والتنمية فسره بعد المراقبين بأن نساء العدالة والتنمية لا تعجبهن تصريحات بنكيران بخصوص المرأة وأنهن يقدن "ثورة ناعمة" ضد تصريحاته الحاطة من مكانة المرأة ودورها في المجتمع. ومعلوم أن تصريحات بنكيران بخصوص المرأة أغضبت تحالف الجمعيات التي تدافع عن حقوق المرأة التي دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2014 تحت شعار "بنكيران حدك تما"، مع حمل البطاقة الحمراء.