لنترك المرحلة السابقة بكل نقطها المضيئة ونلتفت إلى البلاغ الأخير الذي شكل لدى الرأي العام الجهوي على الأقل بعض ردود الفعل المتفاوتةنحتاج لرصدهااستجلاء للحقيقة والتعرف على منهجية تدبير الشأن التربوي بجهة ننتمي إليها جميعا. من حيث الشكل أعرف جيدا أن البلاغ الإخباري مجرد إعلام للناس فلاحاجة لتاريخ محدد ولا لتوقيع ويبدو أن شكله انعكاس حقيقي لمضمونه. سأرجع بالذاكرة للوراء على الأقل إلى ماقبل محطتين أساسيتين في الزمن الإداري لابد من ذكرهما. يناير2021 يوم تنصيب المدير الإقليمي القادم انذاك من مديرية سطات بنفس الصفة و ماي 2021 يوم تنصيب المدير الإقليمي القادم من زاكورة كرئيس مصلحة.
كما هو متعارف عليه أن التعيين في مثل هذه المناصب يرتكز بالأساس على مشروع يقدم أمام لجنة المخول لها تقييم هذه الأفكار والنوايا والمشاريع المزمع تنفيذها وكذا شخصية المسؤول ومدى تمكنه من آليات التدبير مقارنة مع الإقليم الذي ستنفذ فيه. ولاشك انها تستمد عمرها من عمر تسيير المسؤول وبالتالي أسئلة كثيرة تطرح في هذا الشأن .مادام أن البلاغ الإخباري المعلوم لم يفصح عن نواياه والتي تقول بصراحة أن هناك تبادل بين المسؤولين يطرح سؤالا عميقا. ماالسر في ايقاف مسار الرجلين في مقرهما الأصلي ومعه توقفت المشاريع المتعاقد حولها ؟ مامصير كل الأوراش التي انطلقت مع تنصيبهما إن وجدت ؟ لماذا اكتفينا بسنتين من التدبير للأول فيما الثاني أكمل بالكاد سنة ونصف ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها مطروحة بالضرورة على السيد الوزير الذي اتخذ هذا القرار وعليه أن يجيب عليها وعلى غيرها في بلاغ مادمنا في زمن الحق في المعلومة أم أن سياسة النعامة واللعب على الوقت هي السائدة في القطاع. يبدو أن هناك حسابات أخرى تجلياتها أصبحت واضحة لاتحتاج لتبيان .
إلى أن يجيب هو أو غيره على هذا الإشكال في التدبير وتلك الأسئلة العالقة. أكتفي ببعض القفشات التي جاءت على ضوء هذا الإجراء والقرار .حيث شبه بعض الظرفاء العملية بإشارتين خفيفتين في التعبير عميقتين في الدلالة وتستحق الملاحظة. الأولى التبادل الجهوي المرفوض لدى الإدارة الجهوية والذي حرم جميع اسلاك التدريس منه حلال على مواقع المسؤولية بلاضابط قانوني ولاهم يحزنون. أما الثانية فاعتبرها موغلة في السخرية وكافية لوحدها لشرح هذه الواقعة.
إنه ياسادة ! ( الميركاتو الشتوي) في آخر السنة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، في الوقت الميت الذي غطى بياضه على كل شيء. وهي إشارة لوحدها كافية، دون تعليق .