مبرر الوزير أوقعه في مغالطة السببية الزائفة، التي تجعل من النجاح نتيجة، وتربط سببها بالدراسة في كندا.
جواب الوزير المغالط إساءة بليغة لمنظومتنا التعليمية، ودعاية مجانية للآخر، عصي عن الفهم وقوع الوزير في هذا الخطأ الجسيم الذي يعد طعنة قاتلة في ظهر البلد ومنظومته، وتوجيها لكل من يملك المال للقطع مع الجامعة المغربية، والتوجه إلى الخارج، وتنقيص من خريجي الجامعات المغربية، بوصفهم طلبة من درجة ثانية، مصيرهم الاندحار والفشل في المباريات، فهم يمثلون الهواة، وزملاؤهم الذين درسوا بالخارج محترفون، ولهذا فالنتيجة محسومة مسبقا.
بما أن المتحدث وزير في الحكومة، فهذا يشكل حجة لكل من يريدون هدم البنيان، ولكل من يبحثون عن سبل التنقيص من البلد ومنظومته التعليمية، سَيُعِدُّون التصريحَ اعترافا رسميا، وسيؤسسون عليه أحكاما مغرضة.
لاشك أن رد الوزير كان مشوبا بالانفعال، لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية القانونية والأخلاقية، ومن الاعتذار عما تفوه به، فالمنصب الوزاري يتطلب الرزانة والتحلي بالحكمة، وتجنب الردود الرخيصة والمائعة، وكبح النفس في لحظة الغضب، وكما قيل: اتخذ قرارك وأنت غاضب، وستجني نتيجة تندم عليها طوال حياتك.