بيداغوجية الذاكرة.. في استعراض بودرقة لسيرة عبد الرحمن اليوسفي بتطوان!

بيداغوجية الذاكرة.. في استعراض بودرقة لسيرة عبد الرحمن اليوسفي بتطوان! إهداء"بيت الحكمة" بعض إصداراته، ولوحة ملصق اللقاء، لبودرقة
بعد مشاركته في اللقاء العلمي حول "الذاكرة والتاريخ"، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، كان الأستاذ امبارك بودرقة (الشهير بعباس) بتطوان، يوم الأربعاء 28 دجنبر2022، في مكتبة "بيت الحكمة"، مع موعد توقيع كتاب  "أحاديث في ما جرى"، من سيرة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي.

تولى تقديم هذا اللقاء، الأستاذ الطيب بياض، بالإشارة أولا في باب الرمزيات، إلى ثقافة "الاحتفاء" و"الوفاء"، بمن  ارتبط إسمه بمسار الفعل الهادف في الارتقاء بالذات وبالمجتمع. ليذكر بعد ذلك  بمسار الكتابة لدى الأستاذ بودرقة ،حول محمد باهي، والعدالة الانتقالية، وعبد الرحمان اليوسفي، وأحداث1973. مشيرا إلى أن المؤلف انخرط وبأريحية ونبل في هذا المسار، مسنودا بالوثائق، ومصحوبا بمساءلة سلطة المؤرخ.

لينتقل بعد ذلك الأستاذ بياض، ليضع  "أحاديث فيما جرى"، ضمن انتظارات الذاكرة،ببعد التعدد في مفرد شخصية اليوسفي،وبتحليل العنوان في نسبيته، وبتداخل الذاكرة في تجنيس الكتاب.

الطيب بياض، وليفسح المجال للمؤلف، وقف عند محطتين من انشغالات اليوسفي:
الأولى، تتعلق بالتحولات الاجتماعية،من خلال تخصيب البنية التنظيمية لحزب الاستقلال بالشغيلة، ومن ثم العمل النقابي.
 
الثانية، أملاها راهن شحنة الجوار المغربي، بالتذكير بالبعد المغاربي،في تصريف اليوسفي لمسؤوليته على رأس الاتحاد الاشتراكي.وبكون الإعلان عن الحكومة  المؤقتة الجزائرية، عقب عقد مؤتمر طنجة 1958، قد تم بالتزامن من الرباط وتونس والقاهرة.

الأستاذ بودرقة من جهته، وضع الحضور في سياق ميلاد "أحاديث في ما جرى"، ليكون وظيفيا في بسط سيرة اليوسفي، من مستويين:
الأول، إن هذه السيرة مهمة للشباب، باعتبار أن سي عبد الرحمن رغم يتمه، وظروف عائلته الصعبة، والظروف الاستعمارية، استطاع  بعصاميته أن يكون نفسه تعليميا، ويخدم  مجتمعه وبلده وأمته بصمت وزهد.

الثاني، أن يجعل بأسلوب سرده لهذه السيرة، من حاضرنا مساحة ضوء لا تخطئها العين، بالقياس إلى سنوات الفرص الضائعة في البناء الديموقراطي في مغرب الاستقلال.

وكما احتفت كلية الآداب بالأستاذ بودرقة،بتسليمه درع الكلية، فقد احتفت به مكتبة "بيت الحكمة" هي الأخرى بإهدائه مجموعة من إصداراتها ولوحة لملصق اللقاء. 

الاحتفاء بسي عباس بودرقة، وبالذاكرة التاريخية، هو لا ينفصل عن احتضان تطوان لرجالات الحركة الوطنية في المنطقة الفرنسية، ورجال جبهة التحرير الجزائرية، أيام الاستعمار. ولا ينفصل أيضا عن رصيد نضالات رجالها ونسائها  وشبابها،من أجل بناء الدولة الوطنية الديموقراطية، في مغرب الاستقلال!.
 
من اليمين: الطيب بياض، وامبارك بودرقة