كشف الحادث الذي تعرض له الأستاذ عبد الوافي، أستاذ مادة الفلسفة بثانوية عبد المومن بتونفيت بإقليم ميدلت، (والذي سقط من أعلى جبل معسكر)، أن من أسباب تأخر الإسعاف كون المتطوعين الاثنين من الدواوير المجاورة لما عثرا على الأستاذ عبد الوافي ممدا ومغيبا، تعذر عليهما التواصل مع السلطات المحلية التي جندت كل أطقمها( مع المياه والغابات)، لإنقاذ الضحية بعد تغيبه عن منزله ليومين متتاليين.
والسبب يعود لغياب "الريزو"، أي غياب تغطية الشبكة الهاتفية، مما اضطر معه أحد المتطوعين مشكورا، الصعود إلى أعلى قمة الجبل بحثا عن "خيط واه" يربطه بالشبكة لإخبار ممثلي السلطة المحلية، مع ما يترتب عن ذلك من مشقة لتسلق الجبل من جهة وضياع وقت ثمين في الإنقاذ من جهة ثانية.
الآن وقد شاءت الألطاف الربانية أن تعرف مأساة الأستاذ عبد الوافي نهاية سعيدة، فالأمل أن تتعظ الدولة من هذا الحادث، وتتشدد مع الفاعلين الثلاث في قطاع الاتصالات( شركات: إينوي واتصالات المغرب وأورانج)، لإجبارها على الاستثمار لإكمال ورش تغطية المغرب بالشبكة الهاتفية.
إذ من سخرية الأقدار أن شكيب بنموسى لما كان يحرر تقرير النموذج التنموي أسر للوسط السياسي أن من بين أعطاب المغرب وجود 9000 نقطة بالتراب الوطني غير مشمولة بالتغطية الهاتفية مما يضر بحوالي 9000.000 مغربي بالمناطق الجبلية وينسف حقهم في الولوج للهاتف للتواصل مع العالم الخارجي.
وشاءت نفس الأقدار الإلاهية أن يتولى شكيب بنموسى منصبا وزاريا في حكومة أخنوش الحالية، ويعاين بأم عينيه أن أحد مرؤوسيه بمديرية التعليم بميدلت هوى من أعلى جبل، وصعب إنقاذه لغياب "هوائي" الهاتف النقال بجبال المغرب وظل عبدالوافي ينزف دما وألما طوال يومي 25 و26 دجنبر 2022.
فهل سيتدخل شكيب بنموسى، وهو الوزير النافذ في حكومة أخنوش والمقرب من "مدفأة السلطة"، لإجبار شركات الاتصالات الثلاث على جبر ضرر 9000.000 مغربي وبالتالي جبر ضرر 9000 نقطة لإنجاز وتثبيث "لاقط"و"هوائي" الشبكات الهاتفية بالمناطق المعنية؟ أم على العكس سيمرر "الصابونة" على الشعب لإبقاء ثلث المغاربة فريسة اللاهاتف، وإبقاء ربع التراب الوطني بدون تغطية هاتفية تسترا على الأرباح الفاحشة التي تحققها هذه الشركات الثلاث؟
سنرى هل سيظهر الوزير بنموسى "حنة يديه" على ديناصورات قطاع الهاتف ويصطف مع الشعب لتحقيق "العدالة الهاتفية" بالمغرب، أم سيصطف مع "مالين الشكارة"ويمرر "الدكاكة" على المغاربة مثلما مررها من سبقوه !