في سابقة من نوعها يصل فريق مسلم، عربي/ امازيغي، افريقي، الى نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، الأمر وبالتأكيد، ليس عادي واعتيادي، فلقد حقق أسود الأطلس المستحيل... والأجمل والأروع في كل ذلك أن الطاقم في مجمله مغربي 100%،
يوم الأربعاء 14 دجنبر يقارع الأسود المغربية الديكة الفرنسية، في مباراة دلالتها وأبعادها تتجاوز بكثير وكثير لعبة رياضية لجلدة منفوخة بالهواء اسمها كرة يركض خلفها 22 لاعبا،
الأمر سيداتي وسادتي على الأقل بالنسبة لفرنسا أبعد بكثير من ذلك، مما دفع رئيسها ماكرون، حسب ما أعلنته وزيرة الرياضة، الى الحضور شخصيا لهذه المقابلة بقطر؛
وفي راي هناك ثلاثة أسباب تدفعه للحضور، ليس فقط للرفع من معنويات أعضاء منتخبه الكروي، ولكن ليسهر شخصيا بمعية الفريق المرافق له على إدارة شؤون منتخبه من كافة المناحي حتى لا تكون المفاجأة ويلتهمهم الأسد المغربي الجاءع والذي لن يشبعه انشاء الله إلا ذهب كأس العالم 20.22، اقول هناك ثلاثة اسباب:
1: إن هزيمة فرنسا أمام تونس برسم الأطوار الأولى لهذه الكأس كان طعمه مرا، كيف لمستعمرة سابقة أن تنتصر على مستعمرها السابق، وإذا انهزمت أمام المغرب في نصف نهائي نفس الكأس ستنهار هيبة فرنسا، سيذوب تكبر فرنسا، سيمرغ انف فرنسا في الوحل المغاربي، وأجزم لكم ستكون بداية انهيار فرنسا والأيام بيننا بعد انتصار منتخبنا المغربي الأبي إنشاء الله، إن هذه المقابلة لها ما بعدها...
2: فرنسا اليوم تعيش أسوء أيامها مع القارة السمراء أفريقيا التي تنتفض ضد استغلالها المتوحش لثرواتها والتي تشكل العمود الرابع لقوة فرنسا، فبعد القوة النووية بمختلف اجناسها العسكرية والسلمية، ثانيا صناعة اللغة الفرنسية التي تجني من خلالها سنويا 70 مليار اورو، وثالثا القوة العاملة المهاجرة المستعملة و المستغلة بشكل خبيث، تأتي رابعا أفريقيا كرابع ركن ترتكز عليه قوة فرنسا سواء اقتصاديا كسوق لترويج منتجاتها، أو لاستغلال ثروتها الطبيعية شركة اريفا نموذجا التي تغذي الطاقة النووية الفرنسية بأكثر من 50% من اورنيوم المستخلص من خام النيجر، بل هناك دول إفريقية لا تطبع أوراقها المالية إلا بفرنسا التي تحتفظ لنفسها مما يطبع ب 50%.
3: وهذا الدافع من أهم اخواته، المغرب نعم المغرب الذي أصبح المنافس الشرس لفرنسا بإفريقيا بل و تفوق عليها في عدد من القطاعات الأبناك المغربية بإفريقيا مثالا، أو أمنيا واستخباراتيا؛ المغرب الذي أضحى يربك حسابات فرنسا الجيوسياسية، المغرب الذي بات يعامل فرنسا الند للند بل ويتفوق عليها، المغرب الذي ما انفك يقارع الدول الأوربية في الدفاع عن وحدته الترابية ويتفوق عليها في ملف الصحراء المغربية.
انتصار المنتخب المغربي على نظيره الفرنسي في مقابلة يوم الأربعاء سيكون مسمارا جديدا يدق في نعش فرنسا الإمبريالية القديمة- الحديثة، انتصار سيؤكد المكانة الجديدة التي هندس لها عاهل المغرب منذ 20سنة، ليتمم محمد السادس حفظه الله ما بناه والده الحسن الثاني رحمه الله، ألا وهو بناء تلك القلعة المغربية المنيعة كما كانت لأكثر من 11 قرنا الى أن وهنت وضعفت مع نهاية القرن 19 وبداية القرن 20، لكن الأمة المغربية المجيدة التليدة لا تركع إلا لربها ولا تنحني إلا لتجميع قواها لتنهض وتنبعث من جديد اقوى واصلب والأهم اكثر إقبالا على الحياة والعطاء للانسانية جمعاء و لأمتها العربية و الأمازيغية قومية والمسلمة عقيدة والإفريقية جغرافية.