لقد اختار الشيخ الحسين سطاتي عن طريق الكتابة والتوثيق والبحث في كل ما يرتبط بالفن والتراث على مستوى الغناء الشعبي وفن العيطة، وأبان عن تمكنه في مساره الفني عبر مراكمة العديد من الكتابات الجميلة التي ينشرها في صفحته الخاصة، عبر موقع الفيسبوك تباعا نذكر منها أعماله التي تنتظر من يمد له يد العون للنشر وإغناء المكتبة الوطنية:
ـ رواية بعنوان: "عيطة بيضاوة" في أربع أجزاء
ـ سيرة ذاتية بعنوان : "عيطة دموع الخيل"
ـ مجموعة قصصية بعنوان: "العيطة والغيطة"
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ الحسين سطاتي قد تعلم فن العزف على الكمان لوحده، منذ نعومة أظافره وهو طفل يلهو ويلعب في الحقول والمروج وراء قطيع الأغنام، وشاء القدر أن يقدم استقالته من مهنته الرسمية كدركي بالضابطة القضائية برتبة أجودان في صفوف الدرك الملكي.
استهل شيخ العيطة والغناء الشعبي تقديم كتابه بكلمة موجهة للجمهور المتتبع لمسيرته الفنية باعتباره "فنان شعبي موسيقي ومغني للفن الشعبي المغربي ، وزجال، وكاتب، فهذا يحفزني للاستمرار ويشجعني على الاجتهاد والعطاء".
وعن عنوان عمله الذي مازال ينتظر الولادة أشار بقوله: " كان من الممكن أن يحمل الكتاب عنوانا آخر. ولكن بصفتي فنان شعبي ممارس لفن العيطة (شيخ مغني وعازف كمنجة "كْوَامَنْجِي" لِرْبَاعَةْ الشِّيخَاتْ)، حسمت في عنوانه العريض : "عيطة بيضاوية".
أما بخصوص أحداث و وقائع رواية "عيطة بيضاوية" فقد أوضح بأن "أغلب أحداث هذا العمل، تدور بمدينة الدار البيضاء. هذه المدينة العملاقة التي تصرخ و (تْعَيَّطْ) وتنادي، من أجل حمايتها، وإنقاذها من الفساد بكل ألوانه". وكذلك هو الشأن بالنسبة لفن العيطة، حيث يقول الشيخ الحسين : "العيطة هي غناء مركب الموضوع، رثاء شخص مفجوع، شقاء بعشق ممنوع، عناء قلب موجوع، غداء يسمن ويغني من جوع، نداء مسموع بصوت مرفوع، دعاء بلا خشوع وبكاء بلا دموع".
واعتبر كتاب "عيطة بيضاوية بأنه "بمثابة عيطة، فهو أنّت ألم ونداء استغاثة، استنجاد كل الرعاع المهمشين، والمظلومين والمقهورين، وتذكرة عودة ومحاسبة ضمير لكل الرعاة الظالمين، القاهرين، المستبدين المفسدين. وصرخة لمدينة كبيرة، مما تعانيه من فساد إداري وأخلاقي، بما في ذلك من تلوث بيئي، وازدحام طرقي، وبناء عشوائي، وتسيب إجرامي، ودعارة وتجارة في البشر وغياب أمني...إنها المدينة البيضاء التي تعيط وتستنجد".
وفي سياق كلمته الوجهة للجمهور أكد بأن رواية هذه "ليست سيرة ذاتية، لكن مهما حاولنا أن نهرب من واقعنا الذي نعيشه، نجد أنفسنا نكتب من دواخلنا، من ذواتنا. لهذا فأحداث كثيرة من هذه الرواية واقعية عشتها وعايشتها، عشت بعض الأحداث وساهمت فيها بشكل من الأشكال".
وكون شخصية الكاتب صقلت وسط عالم (جَادَرْمِيَّةْ) فقد شدد بالقول على أنه: "لم أدرس الأدب، ولم أراع قواعد كتابة الرواية، فقد أردت أن أكتب وأُخرج ما بداخلي. أكتب بدافع الكشف والتطهر، هاجسي هو الفضفضة وإبلاغ الآخر بما جرى، أكتب عن مرحلة عاصرتها وأحداث تركت ندوبا في ذاكرتي لا مجال للاستشفاء منها إلا بالكتابة. بصفتي كنت دركيا - برتبة (أجودان) ضابطا للشرطة القضائية والعسكرية، وضابط شرطة مكلف بالأحداث- بمراكز دركية مختلفة خلال مسيرتي المهنية".
وعن مشواره المهني يقول: "عملت مع رجال قانون بعضهم شرفاء وبعضهم خربوا الذمة وخانوا الأمانة، أمنيون أفسد المال قلوبهم". وأضاف متحدثا عن سيرة كتابه الذي ينتظر النشر: "كذلك عملت على سرد أحداثا أذهلتني وصدمتني" وأنا أعيشها بصفتي فنان شعبي ممارس لفن العيطة (شيخ، عازف كمنجة ومغني لمجموعة الشيخات..".
وعن أسلوبه السردي ومسار حياته، ورغم عدم تملكه سلاح الكتاب الأدبية كما أسلفنا أوضح الشيخ الحسين سطاتي بأنه أراد "أن يرقى بهذه الرواية إلى مستوى الواقع، ويجعل الواقع متخيل، والمتخيل واقع". حيث يقول في هذا الصدد "لذلك وظفت الخيال لمصلحة الحقيقة، فأحداث كثيرة من قصة حياتي توجد بين سطور هذا العمل، وفي قصائد الأغاني التي أكتبها وألحنها وأغنيها، أحداث أنقلها وأخرى عشتها. أريد من خلالها مشاطرة قرائي جزءا من مشاعري ومتاعبي، ويعيشون معي تجاربي".
واستطرد موضحا أسباب إقدامه على الكتابة والبوح بتأكيده بالقول "لقد ترددت كثيرا في البوح وكتابة هذا الكتاب، لكني لم أستطع أن أحتفظ بأسراري لنفسي، لم أنجح في كبح جماح مقاسمة أوجاعي وآلامي وما عشته من أوجاع مع القراء، وقد أحسست أنني صرت أهوى سرد ذكرياتي على بعض الناس، حتى شعرت أن البعض يرميني بالهبل والحمق، فاقتنعت في الأخير أن الكتابة هي علاج ودواء لآلامي النفسية وبلسم لجراحي الخفية، وأنا مستعد لتحمل العواقب، وكيفما كانت هذه العواقب فهي أهون علي من أن أظل سجين أسراري التي تحولت إلى وحش شرس ينهش دواخلي، ويتلاعب بسلامة قدراتي العقلية. وسأبدو في نظر البعض أنني أحمق، لكن الحمق هو أن أترك هذه الأسرار جاثمة على صدري تخنقني وتعذبني"، حسب كلمته للجمهور.