حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي تمنح جائزة التطوع في هذا التاريخ

حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي تمنح جائزة التطوع في هذا التاريخ الراحل محمد الحيحي في صورة تذكارية مع الراحل المهدي بن بركة

تنظم حلقة الوفاء لذاكرة الراحل محمد الحيحي يوم الأربعاء 7 دجنبر 2022، على الساعة الخامسة عصرا بقاعة علال الفاسي أكدال بالرباط، الدورة 22، للحفل السنوي لتسليم جائزة محمد الحيحي للتطوع، حيث ستمنح الجائزة مناصفة بين كل من "اتحاد العمل النسائي" و "الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب" في مجال التطوع.

وتهدف حلقة الوفاء لذاكرة الراحل محمد الحيحي التي تأسست وفق مقتضيات ظهير الحريات العامة في 5 دجنبر 2010 بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، إلى حفظ ذاكرة الراحل محمد الحيحي، والحرص على أن لا تكون هذه الذاكرة ذات طبيعة متحفية، بل أن تكون ذاكرة حية تتفاعل مع الأسئلة الراهنة المطروحة على الحركة التربوية والتطوعية والجمعوية بصفة عامة.

لماذا تم إحداث جائزة المرحوم محمد الحيحي؟

وعلى هذا الاعتبار تم إحداث جائزة العمل التطوعي تحت اسم (جائزة محمد الحيحي لأفضل عمل تطوعي) لأهم مشروع أو مبادرة في مجال الحقل التطوعي، وتساهم في إعادة الاعتبار لقيم التطوع التي كرس الراحل حياته للدفاع عنها وزرع قيمها لدى الأجيال.

وعلاقة بالأهداف فحلقة الوفاء لذاكرة المرحوم محمد الحيحي تعتبر نفسها فضاء للحوار والنقاش والتفكير في القضايا الجمعوية، حيث يتولى تجميع أكبر عدد ممكن من الطاقات الفاعلة في حقول متعددة، ووجهات نظر فكرية مختلفة. فضلا عن استلهام مختلف المساهمات التي أثرى بها المرحوم محمد الحيحي مجال الحقل الجمعوي حتى تكون قدوة للأجيال الحالية والمستقبلية وتوثيق مساره اغني بالعطاء المتجدد.

وتروم حلقة الوفاء لذاكرة سي محمد الحيحي تجميع أكبر عدد من الوثائق التي ساهم بها المرحوم مع التعريف بالدور الذي قام به في مجال الحركة الجمعوية التطوعية. مع التعريف بأهداف التطوع ورسالته والعمل على إشعاع عمله من خلال عمليات الترافع حوله.

وتسعى حلقة الوفاء لذاكرة المرحوم إلى إطلاق اسم محمد الحيحي على مؤسسات تابعة لقطاعات الشباب والطفولة والتعليم والجماعات المحلية عبر تسمية أحد الشوارع باسمه. والعمل على ربط علاقات مع الجمعيات والهيئات والمؤسسات الوطنية والدولية اليت تسعى إلى تحقيق نفس الأهداف. وتعبة الطاقات والموارد الكفيلة بتحقيقها وفق رؤية واضحة المعالم.

 المرحوم محمد الحيحي مربي الأجيال ومؤطر طريق الوحدة

ولد الراحل محمد الحيحي بمدينة الرباط سنة 1928، وتتلمذ على كبار مشايخ عصره وعلى رأسهم العلامة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي، والتحق بثانوية مولاي يوسف سنة 1940، حيث تعرض للطرد منها سنة 1944 جراء مشاركته في انتفاضة الطلاب في أعقاب تقديم  وثيقة المطالبة بالاستقلال. وكان المرحوم من رعيل الشباب المنضوي في الخلايا الشبابية لحزب الاستقلال تحت إشراف المهدي بن بركة الذي تعرف عليه سنة 1948، بغد اعتقال والده بسبب  موقفه الوطني. وقد اختاره المهدي بن بركة لقيادة فرقة من الشبيبة الاستقلالية سنة 1950، وأصبح مسؤولا عن تأهيل الشباب وتكوينهم.

وأسس المرحوم محمد الحيحي رفقة المقاوم عبد السلام بناني وبتوجيه من المهدي بن بركة هيئة الجمعية المغربية لتربية الشبيبة (لاميج) سنة 1956 وترأسها منذ سنة 1964، كما شغل منصب نائب لقسم الشباب بمديرية الشبيبة والرياضة سنة 1957،  وشارك في أول إضراب للوظيفة العمومية يوم 25 مارس 1960، مما جعله يتعرض للطرد التعسفي نتيجة لمواقفه السياسية والنقابية.

وساهم المرحوم محمد الحيحي في تأطير "طريق الوحدة" سنة 1957، (وهو المشروع الذي أعده وأشرف عليه المهدي بن بركة، وتطوع للمشاركة فيه 12 متطوع من الشباب من مختلف مناطق المغرب، فضلا عن قيادته لتجربة التشجير التي أعطت عدة غابات في كل من "بوقنادل" و "بوسكورة" و "الهرهورة". ويرجع له الفضل في تأسيس جمعية قدماء متطوعي "طريق الوحدة" سنة 1958، سماها جمعية بناء الاستقلال.

كان سي محمد الحيحي رجل تعليم بامتياز، منذ سنة 1947 في إطار المدارس الحرة التي أنشأها الوطنيون، ثم بعد ذلك في عدة مؤسسات تعليمية بالرباط والدار البيضاء وخريبكة، وعندما أصبح مديرا على رأس ثانوية بخريبكة تمت إقالته من منصبه بسبب المضايقات التي تعرض لها من طرف عامل المدينة حيث أن هذا الأخير رفع تقريرا إلى الجنرال محمد أفقير (حينما كان وزيرا للداخلية) عن أنشطة وتحركات محمد الحيحي. ثم عاد إلى الرباط كأستاذ للتعليم الثانوي إلى حين تقاعده سنة 1989.

لقد كان المرحوم محمد الحيحي رجل التربية جعل من قضية التعليم رهانا حقيقيا لبناء المغرب، ويعتبر من المؤسسين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في شتنبر 1959، (الاتحاد الاشتراكي حاليا)، ومن الأطر الفاعلة فيه، حيث تحمل مسؤولية عضو اللجنة الإدارية الوطنية للحزب، وكان من أبرز الوجوه والرموز الاتحادية، والحركة الجمعوية بالمغرب إضافة إلى نضالاته  الحقوقية والفكرية. وهو من المؤسسين للجمعية المغربية لحقوق الإنسان سنة 1980، وانتخب رئيسا لها ما بين 1987 ة 1992، وكان عضوا بارزا في مختلف الملتقيات والمؤتمرات التضامنية مع الشعوب.

كان محمد الحيحي أول رئيس لاتحاد المنظمات التربوية، فهو رائد الحركة التطوعية بالمغرب، ويعتبر مربي الأجيال وعميد الحركة التطوعية والإنسانية. لقد كان مدرسة حقيقية للأجيال الصاعدة، ونموذجا للتواضع ونكران الذات والعفة، منفتح على جميع القيم، بعيد عن التعصب لطائفة أو فئة أو جماعة. ناضل من أجل إقرار حقوق الطفولة والشباب.

يقول المرحوم محمد الحيحي: كان المهدي بن بركة  يقول لنا رسالة سنؤديها...لن يحول بيننا وبين أدائها لا التهديد ولا الغدر...والأعمار بيد الله).

انتقل مؤطر طريق الوحدة محمد الحيحي رحمه الله إلى جوار ربه يوم 11 شتنبر 1998 بمستشفى ابن سينا بالرباط.