وأشار الأزرق أنه لو احتسبنا فقط تكلفة الاستثمار في البنية التحتية الرياضية فبطبيعة الحال ستكون أقل من 220 مليار دولار وستكون أقرب من ما تم صرفه في البنية التحتية في كأس العالم بألمانيا وروسيا، مضيفا بأن ألمانيا وروسيا يتوفران على بنية تحتية، وبالتالي كان هناك استثمار فقط في جزء من البنية التحتية الرياضية والتي كانت بحاجة الى إعادة التأهيل والتكييف مع حجم هذه التظاهرة.
ونبه محاورنا الى أهمية استحضار الإكراه المناخي في قطر، فالأمر لا يتعلق بالاستثمار في بنى تحتية عادية مثل الاستثمار في فرنسا أو روسيا أو ألمانيا، ولكن كان من الضروري الاستثمار في بنى تحتية خاصة وبتكنلوجية حديثة وغالية جدا لمواجهة الظروف المناخية القاسية في قطر خاصة مع ارتفاع الحرارة، وهذه الأمور لعبت دورا كبير في ارتفاع التكلفة، ناهيك عن محدد آخر وهو المحدد السياسي، حيث أرادت قطر ان ترسل مجموعة من الرسائل من خلال تنظيم كأس العالم بهذه الكلفة، وبكونها دولة قوية في المنطقة، خاصة وأننا نعلم أن قطر تعرضت لحصار وموجة عدائية ضدها في السنوات الماضية، وخاصة من الدول القريبة منها مثل العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وكان يرتقب أن يصل هذا العداء الى الحرب بين الطرفين، بعدما تم عزل دولة قطر بشكل كلي. وبعد هذه الأزمة التي عصفت بالمنطقة – يضيف الأزرق - كان من الضروري أن يكون هذا الحدث الكبير نقطة انطلاقة جديدة بالنسبة لقطر، ونحن نعلم صغر مساحة دولة قطر والتي حاولت دائما تجاوزها من خلال الانخراط في مشاريع عملاقة وكبرى، مقدما مثال مشروعها الإعلامي الكبير " الجزيرة " والصدى والصورة التي أعطاها لدولة قطر ولموقعها على مستوى الخريطة الجيوسياسية في العالم، والآن يأتي هذا الحدث ليموقع قطر بالرغم من صغر حجمها على خريطة كبار العالم على المستوى الرياضي.
والربح الأساسي بالنسبة لقطر – يقول الأزرق - هو التوفر على بنية تحتية جديدة والتحول بعد هذا الحدث الى قطب سياحي بإمكانه أن يشبه الى حد ما نظيره في الإمارات العربية المتحدة، أما الربح الثاني فهو سياسي، لأن قطر ستصبح معروفة أكثر فأكثر على المستوى العالمي باعتبارها قوة اقتصادية وقوة سياسية وقوة رياضية في المنطقة وأمام كل هذا المطمح القوي لم تستخسر قط صرف كل هذا المبلغ والذي يعد سابقة في تاريخ كؤوس العالم .