تحتفل المملكة المغربية يوم الجمعة 18 نوفمبر 2022، بالذكرى السابعة والستين لعيد الاستقلال، تلكم الذكرى التاريخية التي التحم فيها العرش والشعب دفاعاً عن البلاد لتحريرها من الاستعمارين الفرنسي والإسباني سنة 1956، والتي تشكل إحدى المحطات المضيئة في تاريخ المغرب الحديث، إذ جسدت انتصارا للشعب والعرش في معركة نضال طويلة إحقاقا للحرية والكرامة واسترجاعا للحق المسلوب.
وبعد سنوات من الكفاح الوطني،الذي انخرط فيه أبناء الشعب المغربي، واصطف إلى جانبه السلطان الراحل، الملك محمد الخامس ،إذ رفض الخنوع لسلطات الاحتلال، بل دافع عن استقلال بلاده ووحدتها حتى تمكن من ذلك فعلا.
ففي التاسع من أبريل عام 1947، سافر الملك محمد الخامس إلى مدينة طنجة التي كانت تحت الوصاية الدولية آنذاك، ومن هناك ألقى خطابه التاريخي الذي أكد فيه على تشبث المغرب، ملكا وشعبا، بحرية الوطن الترابية وتمسكه بمقوماته وهويته لتعمد سلطات الاحتلال في العشرين من شهر غشت 1953 إلى نفيه بعيدا عن وطنه.
ورغم ذلك، فقد بقي السلطان متشبثا بالاستقلال وعلى تواصل مع الحركة الوطنية، وهو ما أشعل شرارة ثورة الملك والشعب، والتي كانت البداية الفعلية لنهاية الاستعمار، ليواصل بعدها ولي عهده ووارث سره صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله مسيرة الجهاد الأكبر، ويتابع مسيرة التشييد والبناء والنماء، حيث شرع في بناء السدود والمساجد والمدارس والمعامل والمستشفيات، وتوحيد البلاد وتحرير صحراء المغرب بمسيرة حسنية تنم عن عبقرية قل أن يجود الزمان بمثلها، وعمل على بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات، إلى أن اختاره الله إلى جواره، وواصل المسيرة الملك محمد السادس الذي بصم على ميلاد مغرب الإنجاز والنماء، مغرب الديمقراطية والبناء، مغرب الإنسان المتحرر من كل عقد الخوف والتردد، المنطلق نحو المستقبل بكل ثقة وثبات.
وكان خير خلف لخير سلف، واستطاع خلال عهده الزاهر أن يجعل من بلدنا دولة لها مكانتها المتميزة بين الدول المتقدمة، كما أتاح للشعب المغربي أن يعبر عن عبقريته الحضارية ليتبوأ مرتبته اللائقة بين شعوب الأمم والمعمور، حيث أصبح المغرب اليوم بفضل حنكة جلالة الملك وسياسته الحكيمة، بلدا له وزنه السياسي الملحوظ الذي لا يمكن تجاوزه لما يضطلع به من دور قيادي هام على صعيد المجموعات الجهوية والإقليمية والدولية سواء على المستوى المغاربي أو العربي أو الإفريقي أو الدولي.
إننا ونحن نحتفي بهذه المناسبة التاريخية، نغتنم الفرصة للتنويه ببسالة قواتنا المسلحة الملكية المغربية برئاسة قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة الملك محمد السادس، التي لازالت تردع كل مرتزق يحاول النيل من وحدة وكرامة الوطن، والإشادة بالدور الطلائعي المهم الذي تلعبه المؤسسات والأجهزة الأمنية المغربية للحفاظ على استقرار وسلامة وأمن المملكة المغربية، وإحباط مجموعة من الهجمات الارهابية التي كانت تستهدف مجموعة من الدول الأوروبية ودول أخرى.
هكذا يستمر المغاربة في تقديم عروض الكفاح و النضال بعدما انتقلنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.. جهاد استكمال الوحدة الترابية وجهاد البناء والإعمار والتنمية تحت قيادة ملك يصر على أن يجعل من بلده رمزا للحرية والتعايش والأمن والأمان.