لم يكن وزير الاتصال مصطفى الخلفي، قبل هجومه على الإنتاجات المكسيكية التلفزيونية التي تقدم بالقنوات المغربية، من خلال تلفظه بعبارة "ماخور المكسيك" ومعنى كلمة ماخور حسب معجم المعاني (بيت الدعارة والفسق)، يَعلم أن زوجة الرئيس المكسيكي "أنجليكا ريفيرا" السيدة الأولى بالمكسيك، ممثلة ونجمة مسلسلات وأفلام. ولم يكن الوزير الخلفي المنتمي لحزب بنكيران رئيس الحكومة يدري أن تصريحه المذكور، سوف يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين المكسيك والمغرب، وبذلك يبدو أنه لم يكن ينتظر أن تنطلق الأزمة من بيت الزوجية الخاص برئيس المكسيك.
"أنفاس بريس" تقدم لكم ورقة تعريفية للسيدة الأولى بالمكسيك "أنجليكا ريفيرا"، نجمة التلفزيون والمسلسلات المكسيكية وزوجة الرئيس المكسيكي:
رأت "أنجليكا ريفيرا" النور في 2 غشت سنة 1969، بمحافظة دستريو بالمكسيك، وقبل أن تسجل "ريفيرا" حضورها الفني كممثلة مكسيكية ومضيفة برامج تلفزيوينة، بدأت مشواراها في التمثيل وسنها لا يتجاوز 19 سنة، وتزوجت من منتج مكسيكي مشهور اسمه "خوسيه ألبيرتو كاسترو"، كان يشتغل معها رفقة، الرئيس المكسيكي وزوجها الحالي قبل توليه مسؤولية قيادة المكسيك، بقناة تابعة لوكالة سمعية بصرية ضخمة، تدعى "تيليفيزا"، وتعتبر الأكثر شعبية ونفوذا في أمريكا اللاتينية. رُزقت "ريفيرا" من زوجها السابق المنتج كاسترو بثلاثة أطفال: صوفيا وفرنادا وريجينا. ولم تقتصر "أنجليكا ريفيرا" فقط على التمثيل، بل مارست الغناء، إذ سبق وأن أصدرت أغنية ناجحة عنوانها "الوُصول"، كما غنت أغنية أخرى يمكن ترجمتها إلى "لاشيء سهل جدا".
في سنة 1989 عرفت حياة "أنجليكا ريفيرا" تغييرا كبيرا، إذ غيرت من مظهرها وطورت من أدوات اشتغالها على مستوى التمثيل، فأتيحت لها فرصة مهمة لتشخيص دور بارز في المسلسل التلفزيوني "الحلوة ديسافي"، مع ممثلين وممثلات مشهورين بالمكسيك وأمريكا اللاتينية أبرزهم "أديلا نوريغا" و"إدواردو يانس". وخلال سنة 1991 اشتغلت في برنامج خاص بالشباب عنوانه "الوصول للنجومية"، كما غنت بجانب أسماء ذات مواهب متميزة في مجال الغناء من بينها "ريكي مارتن" و"بيدرو فيرنانديز" و"إريك روبين".
بعد نجاح البرنامج التلفزيوني "الوصول للنجومية"، توالت مشاركات "أنجليكا" في العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية إلى أن سجلت اسمها ضمن نجوم المسلسلات المكسيكية في مسلسل "المالكة"، إذ أسند لها دور البطولة في هذا المسلسل الشهير سنة 1995، حيث برعت بشهادة النقاد والمتتبعين والجمهور في تشخيص دور "السيدة ريجينا"، وهو من أصعب الأدوار التي شخصتها "أنجليكا". وفي سنة 1997 أسند لها دور البطولة في مسلسل "الإعصار"، بجانب نجم من نجوم التلفزيون يُدعى "إدواردو بالومو". ولم يُحقق هذا المسلسل نجاحا كبيرا، وعادت "أنجليكا" لتقدم مسلسلا آخر عنوانه "أنجيلا" رفقة الممثل خوان سولر. وشاركت أيضا في المسلسل التلفزيوني "بدون ذنب محمول" سنة 2000 .
بعد فتور فني دام أكثر من 3 سنوات، عادت "أنجليكا" للأضواء الكاشفة بفضل تميزها في مسلسل "ماريانا" سنة 2003، حيث لعبت دور شخصية اسمها "مارسيا"، واستطاعت أن تخطف النجومية من يد الممثلة "أليخندرا بروس"، التي تقوم بدور" مارينا" باعتباره دورا رئيسيا في هذا المسلسل التلفزيوني.
وفي سنة 2007 شاركت "أنجليكا ريفيرا" في مسلسل "جوهر الحب"، وهو المسلسل الذي عرف نجاحا كبيرا وتم تقديمه بالولايات المتحدة الأمريكية.
حققت الممثلة "أنجليكا ريفيرا" شهرة واسعة خلال سنة 2008 وأصبحت عرَّابة المكسيك، وأحد الوجوه المعروفة الحاضرة بقوة في مجال الوصلات الدعائية. وبين صخب ونشوة النجومية كانت "أنجليكا" لا تخفي إعجابها بالإنتاجات الخاصة بفنون الحركة لصديقها وزميلها في العمل بـ " تيليفيزا" ("إنريكى بينيا نييتو" الذي سيصبح فيما بعد رئيسا للمكسيك). وشاءت الأقدار أن تنفصل عن زوجها الأول، وتتزوج بإنريكي بيينا سنة 2010. وبعد أن قرر هذا الأخير خوض معركة الانتخابات الرئاسية بالمكسيك في سنة 2011، وقد مكنت الحياة المليئة بالتألق والنجومية، "أنجليكا" من الوقوف بجانب زوجها بثقلها الفني الوازن. وبذلك ساهمت بشكل بارز في قيادة الحملة الانتخابية لزوجها، الذي تمكن من كسبت تعاطف الجماهير المكسيكية. وتم الإعلان على زوج إنجليكا بإنريكي، رئيسا للمكسيك بعد حصوله على نسبة 37 في المائة من الأصوات المُعبر عنها، وتولى مهام الرئاسة رسميا في 1 دجنبر سنة 2012 .
أبو يونس