ذكرت مصادر مطلعة من بني مكادة بطنجة أن هذه المقاطعة التي تعرف اكتساحا قويا للجهاديين، تشهد شهريا ما بين 3 إلى 5 جنائز لمغاربة قضوا في الحرب الدائرة في سوريا ضد نظام بشار الأسد، على الأقل منذ بداية الأزمة السورية. وذكر أحد عناصر التيار السلفي ببني مكادة أنه أقيمت ثلاث جنائز في 15 يوم الأخيرة.
وحسب المصادر، فإن أغلب المقاتلين المغاربة المنحدرين من بني مكادة كانوا يشتغلون كباعة متجولين (تضم بني مكادة حوالي 2000 بائع متجول)، كما أن من ضمنهم أفراد كانوا منحرفين (شمكارة)، على حد تعبير مصادر لـ "أنفاس بريس"، وهم متزوجون في غالبيتهم. بل إن أحد المقاتلين ببني مكادة اصطحب معه زوجته في شهر يوليوز من العام الماضي بينما لم يمر على زواجهما سوى مدة شهر واحد.
وكان هذا الشخص يعمل، حسب المصادر، كحلاق ثم احترف مهنة سائق النقل المدرسي بمساعدة من التيار السلفي قبل أن يقرر الذهاب إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد.
ووفق المعطيات، فإن تجنيد المغاربة للقتال يتم عبر وسطاء في إسبانيا وتركيا، أبرزهم أحمد الشعرة الملقب بأبي حمزة المغربي، والذي كان يعمل بائع حمام في بني مكادة قبل مغادرته إلى سوريا رفقة أبنائه الخمسة للقتال في سوريا، حيث استطاع نسج علاقات على المستوى الوطني والدولي. وقد غادر في البداية إلى إسبانيا، ومن هناك شرع في تجنيد المغاربة للقتال في سوريا، ثم قصد بعدها تركيا. وحسب المعطيات، فإن أبو حمزة اعتنق الفكر الجهادي منذ سنة 2008، متزوج من فرنسية، وكان يعيش في مدينة روشيل الفرنسية، إلى أن طرد منها .
وتؤكد المصادر أن أبو حمزة المغربي متورط في قضايا الإرهاب على الصعيد الدولي، من بينها الدعوة إلى اغتيال شخصية شيعية مرجعية مقيم في في لندن، إضافة إلى دبلوماسي أردني اشتغل في المغرب في السابق، وعين في المخابرات الأردنية. كما كشفت التحقيقات الأمنية أن المتهم وضع مخططا لضرب المصالح الأمريكية وأخرى في بعض الدول، ردا على مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعد.
وحسب المصادر نفسها، فإن هناك عدد من المقاتلين المغاربة ببني مكادة يودون العودة إلى المغرب، لكنهم جد مترددون خوفا من الملاحقات الأمنية.
ويجدر التذكير أن أعدادا من الجهاديين المغاربة بدأوا بالوفود إلى سوريا منذ صيف 2012 للمساهمة في قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبدأ الموضوع يحظى باهتمام شرائح واسعة من المجتمع المغربي، منذ تأسيس فرقة مقاتلة جهادية مغربية تسمى "حركة شام الإسلام" عاملة في منطقة ريف اللاذقية.
واليوم يقدر عدد الجهاديين المغاربة بحوالي 1500 حسب دراسة قام بها الباحث الفرنسي رومان كاييه، وجلهم ينحدر من مناطق شمال المغرب أو الدار البيضاء.
هشام ناصر