لم يحدث لنهر مغربي أن احتل مكانة ضمن الأنهار العالمية (النيل، المسيسيبي، الفرات، الدانوب)، كما حدث لنهر أم الربيع (ثاني أطول نهر في المغرب، ينبع من الأطلس المتوسط ويصب في المحيط الأطلسي من جهة الجديدة).
احتلال نهر أم الربيع لهذه المكانة العالمية كان وراءه المجموعة الغنائية الشعبية "اولاد بنعكَيدة" التي ساهمت في دورة "موازين" لسنة 2014 (ضمن برنامج غناء الأنهار) بمجموعة من الأغاني جل مضامينها احتفاء بهذا النهر وعطائه وخيره على ضفاف المناطق التي ينساب بمحاذاتها.
لقد استطاعت مجموعة "اولاد بنعكَيدة" أن تجلب هي الأخرى جمهورا غفيرا ومتنوعا، مثيرة انتباهه إلى جمال وغنى الطبيعة التي تبعث فيها الروح سريان مياه الأنهار (أم الربيع نموذجا). وكان لنداء "العيطة" الذي صدحت به هذه الفرقة، أثر كبير في نفوس كل من تابعوا سهرتهم مغاربة وعربا وأجانب. ورغم أن برنامج "غناء الأنهار" شاركت فيه فرق معروفة عالميا مثل فرقة "سافوي" من الولايات المتحدة و"سوندورغو" من المجر و"برانس كولوني" و"فواندرينغ" من غويانا و"إيغشيغن" من مونغوليا، إلا أن فرقة "اولاد بنعكَيدة" بتجربتها المتميزة في "العيوط" استطاعت أن تجد لها مكانا مائزا في لائحة هذه الفرق العالمية.
للإشارة، كانت انطلاقة هذه الفرقة الشعبية، في البداية، مكونة من ثلاث إخوة ينحدرون من قبيلة اولاد زايد بمنطقة آسفي (نفس المنطقة التي تنحدر منها الشيخة حادة خربوشة)، قبل أن يقرروا تشكيل هذه المجموعة رسميا سنة 1973 مكونة من بوشعيب (الكمنجة)، وميلود (العود)، وبوجمعة (الإيقاع)، لتواصل مسارها الفني بقيادة بوشعيب والفنانة حفيظة الحسناوية.
عادل الإدريسي