بعد أربعين عاما على توليه رئاسة الجمهورية الفرنسية (1974 – 1981)، خرج الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان أخيرا عن صمته ليوجه انتقادات لاذعة للواقع السياسي الحالي ببلده، والذي وصفه بالمتردي نتيجة اشتغاله بنظام "متقادم". وعلى هذا الأساس، حث فاليري جيسكار ديستان على ضرورة تحديثه بصيغ مرنة تتجاوب مع ما يعيشه العالم من تطور متواصل. وأعرب الرئيس الفرنسي في حوار أجرته معه جريدة "لوفيغارو" عن أمله في أن تغير الحكومة الحالية نهجها التدبيري لينصب حول الانفتاح والتأقلم مع مجريات الأحداث الجارية في محيطها، متسائلا عن جدوى أي ديمقراطية في ظل تنصيب حكومة لا شعبية. هذا، ودعا فاليري جيسكار ديستان في الحوار ذاته إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني بفرنسا يكون فيها موقع نافذ لفاعلين أكفاء من المجتمع المدني، كما وجه أصابع الاتهام في ما تعيشه فرنسا من إنهاك رئاسي إلى التواء الطبقة السياسية حول البرلمان وغضها الطرف عن المجتمع المدني مما يفرز لعبة سياسية بوجه المناورة. وفي هذا الصدد، عبر عن استيائه من النظام الانتخابي المتبع والمؤسس على دورتين، باعتباره، حسب الرئيس السابق، لا يكرس سوى سيطرة الأربعة أحزاب الأولى على صعيد الجمهورية. وشدد فاليري جيسكار ديستان على كون الجميع بفرنسا يعي ما تمر به الأخيرة من أزمات في شتى المجالات، لكن ليست للشريحة السياسية الجرأة الكافية لإعلان ذلك وما يتطلبه من تضحيات. ليختم بأنه قد يكون متفائلا لمستقبل بلاده لكن ليس على المدى القريب.