مرة أخرى تفتح مقاطعة المعاريف بالبيضاء صفحة جديدة في علاقتها مع الثقافة، فهذه المقاطعة راكمت الكثير من التجارب الثقافية من خلال العديد من التظاهرات.
فقد توجهت أنظار العديد من المثقفين في البيضاء يوم الجمعة 28 أكتوبر 2022 نحو مقاطعة المعاريف بالبيضاء وبالضبط إلى المركب الثقافي محمد زفاف الذي احتضن ندوة فكرية لإعادة صياغة سؤال التنمية وعلاقته بالثقافة.
وأكدت أرضية هذه الندوة أنه لا يمكن تخيل الدارالبيضاء دون ثقافة، بل لا يجوز، قطعا، التفكير في تنمية الدارالبيضاء في معزل عن سياقها الثقافي وتاريخها وانتاجاتها الإنسانية في المعمار والفن والموسيقى والتشغيل والرقص والفكر والصناعة والحرف والإبداع بشكل عام.
وأضافت أرضية هذه الندوة أن المدينة هي أكبر من مجرد مكان للنوم والشغل والجولان والترفيه والأكل والتعليم، بل هي شاهدة على كل سكانها وحارسة أمينة لكل ما يرتبط بهم.. وحينما يتم التفكير في البيضاء ثقافية، فإنه يتم التفكير في الإنسان بالدرجة الأولى في أصوله واختلاف وتنوعه وصراعاته وهواجسه ومخاوفه. و أن كل المشاريع التي راهنت على الجماد والتراب كان مصيرها الفشل، لأنها أهملت الإنسان الذي ينفخ الروح ويبث الأحاسيس في كل هذه الأشياء.
ويؤكد مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي أنه ليس غريبا على مقاطعة المعاريف أن تركز على البعد الثقافي، لأن هذه المقاطعة ظلت لسنوات طويلة الرائدة بالبيضاء في الجانب الثقافي و مركبها الثقافي أحسن شاهد على الأسماء الثقافية الوازنة التي تمثل مختلف التوجهات الفكرية.