صوفيا كاتي أغيلاس: وزارة الاتصال باركت سرقة المخرج المعتصم لمسلسلي

صوفيا كاتي أغيلاس: وزارة الاتصال باركت سرقة المخرج المعتصم لمسلسلي

«خيانة»، «غدر»، «نصب واحتيال»، «سطو»، «تواطؤ مُبيّت»... كلها عبارات وجدت لها المنتجة والموزعة السينمائية المغربية «صوفيا كاتي أغيلاس» مكانا في حديثها وهي تفجر لغما مدويا ولو كان بشرارة فنية، بعد أن كشفت في حوار مع «الوطن الآن» عن تعرضها لعملية استيلاء مفضوحة شملت الحلقة النموذجية من مسلسل تلفزي يحمل عنوان «ألف ليلة وليلة، شهر زاد»... 

 

حاورها: المهدي غزال

 

+ حدثينا بداية عن سيناريو القضية التي رفعتها إلى المحاكم ضد مخرج تتهمينه بالسطو على الحلقة النموذجية من هذا المسلسل الذي أنتجتيه.

- هو بالفعل سطو ممنهج ذهبت ضحيته وضاع بسببه «رزقي» من قبل المخرج أنور المعتصم الذي تجرأ على سرقة الحلقة النموذجية من المسلسل التلفزي «ألف ليلة وليلة، شهرزاد»، بعد أن قمت بإنتاجه وسلك جميع الإجراءات القانونية لاقتناء حقوق التأليف من كاتب السيناريو رشيد سكري، مع تسجيله لدى المركز السينمائي المغربي برقم 59/2013. والأكثر من هذا، باع هذا المخرج المسلسل إلى قناة "ميدي 1 تيفي" على أساس أنه من توقيعه. وحسب ما بلغني مؤخرا فإن عملية التصوير جارية حاليا في نفس المواقع التي كنت قد حددتها، وبمشاركة بعض الأسماء الفنية التي كنت أيضا من اقترح اشتغالها في العمل.

 +  لماذا كان "ألف ليلة وليلة، شهرزاد" هو االمستهدف من طرف هذا المخرج وليس مسلسلا آخر. لابد وأن هناك خلفية ما أو أسبابا مهدت لهذا القصد؟

- بطبيعة الحال، فمجيئي إلى المغرب عقب تجارب في كل من فرنسا وتركيا، وأنا حاملة معي مشروع المسلسل كان يقتضي البحث عن مخرج له. وباعتبار رغبتي في دعم الطاقات الشابة وقع الاختيار على أنور المعتصم لتصوير الحلقة النموذجية. لكن وبمجرد أن بلغت العملية نهايتها طلب مني القيام بأمور "المونتاج" بمبلغ مبالغ فيه وصل إلى 100 ألف أورو للحلقة الواحدة، مع التذكير بأن المسلسل يحتوي على 30 حلقة. هذا، زيادة عن رغبته في أن ينسب له السيناريو والإخراج. الأمر الذي رفضته لابتعاده عن الحد الأدنى لمعايير المنطق والتفكير السليم، فضلا عن كوني أملك الفضاء والآليات اللازمة لعملية المونتاج. والنتيجة، وصولنا إلى مرحلة من عدم التوافق. غير أن الصدمة الكبرى كانت عندما تأكدت بأنه قدم تلك الحلقة النموذجية إلى قناة "ميدي 1 تيفي" على أساس أنها ملكه وتحت إشراف شركتين للإنتاج واحدة لاسم ينتمي إلى عائلة معروفة في الإنتاج السينمائي، والثانية باسمه.

 + ذكرت أن عملية التصوير التي شرع فيها المخرج تتم بمشاركة أسماء سبق لك أن أشرفت على عملية «الكاستينغ» لاختيارها. ألا تُحملين قدرا من المسؤولية لهؤلاء باعتبارهم على علم مسبق بمن له الأولوية في تنفيذ المشروع والتصرف فيه؟

- صراحة، كان لي حديث مع بعض هؤلاء الممثلين، والتمست لهم العذر حين تفهمت مبرراتهم التي لا تخرج عن نطاق الأزمة التي تواجههم في الحصول على دور في عمل ما، مما حذا بهم تحت دافع الضرورة إلى قبول عرض الاشتغال. وحتى لا تفوتني الفرصة أريد أن أؤكد للمخرج أنور المعتصم، إن كان ناسيا، يوم اقترح فنانا لأداء دور أب شهرزاد، وكان لي أنا رأي آخر حول محمد الخياري الذي رأيت فيه المواصفات المناسبة على الرغم من خلافها مع الصورة الكوميدية التي ألفها عنه المتفرج المغربي. وللتذكير فقط، ليس كل الممثلين الذين وقع عليهم الاختيار قبلوا المشاركة، بل هناك من اعتذر تضامنا معي.

+ ماذا كانت أولى ردات فعلك وأنت ترين فكرتك تقرصن أمام عينيك كما تقولين؟

- لن أخفيك بأنني شعرت بإحساس من يطعن من الخلف غدرا، لا لشيء سوى لأنني أردت التوقيع على قيمة مضافة لمنتوجنا المحلي، وضخ أموال استثمارية في سبيل الرفع من مستوى أعمالنا الوطنية. وللإشارة فهذا المسلسل توقعت له نجاحا غير مسبوق، ولطالما حلمت برؤيته على الشكل الذي تصورته، لأنني حاولت توظيف ما خبرته خلال تجربتي واقترابي من هذا النوع من الأعمال التي برع فيها السوريون وبعدهم التركيون، إنما أردت أن أخرجها ببصمة مغربية على الرغم مما تتطلبه من إمكانيات هائلة وميزانية ثقيلة تتعدى 800 ألف درهم، وطاقم تقني أكثر من محترف، وكومبارس يتجاوز الـ200 شخص، دون الحديث عن الديكور والملابس والإنارة والنقل والإقامة ومستحقات الممثلين وأجور الطاقمين الفني والتقني وتكاليف الكراء واللوجستيك. لكن وللأسف الشديد، لم أكن أتوقع بأنه مازال في بلدنا من هم أعداء النجاح ومؤازرو النصب والاحتيال وحب تحطيم الآخر. علما أن ما حفزني للاستثمار في بلدي هو ما جاء في خطب الملك محمد السادس، حين دعا مغاربة العالم إلى الاستثمار في وطنهم الأم، وعندما حث في أكثر من مناسبة على ضرورة القطع مع كل مظاهر الفساد.

 + ماذا باشرت من إجراءات مادية للمطالبة بإنصافك؟

- تقدمت بتظلم إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء للبت في ملف هذه الخيانة وهذا الغدر المبيت. لأنه إذا كنت قد استجبت للدعوة الملكية في خدمة بلدي بإدخال العملة الصعبة إليه على عكس ما يفعله آخرون من إخراجهم لأموال الشعب، ماذا عساي أن أفعل إن كوفئت بهذا الجزاء؟ وماذا سيكون موقف من كانوا يستعدون للإقدام على نفس الخطوة التي تقدمت بها، خاصة في بلد لا يقبل فيه أن يدعي أحد بأنه أكثر وطنية من الآخر.

 + هل تشكين بوقوف جهات معينة ساندت خصمك المباشر المخرج أنور المعتصم؟

- لا يأخذني شك في أن ما قام به أنور المعتصم غير نابع من تصرفه الذاتي فقط، وإنما هناك من يدعمه من ذوي القدرة على التأثير في اتخاذ القرار. فلا يعقل أن يمنح رخصة التصوير وكل حقوق امتلاك العمل مكفولة لي، في حين لا تتم الإجابة الشافية على مراسلاتي، وتحديدا تلك التي وجهتها للمركز السينمائي المغربي ووزارة الاتصال وقناة "ميدي 1 تيفي"، مما يؤكد وجود ضغوطات معينة لترك تساؤلاتي معلقة جانبا. لهذا أجدد استفساري عن الجهة أو الجهات التي تلقي بثقلها الموجِّه نحو ترجيح كفة الظالم على المظلوم، ومن له المصلحة في نزع الحق من صاحبه ليلحق غصبا بالغريب عنه؟ فـ "أنا كالماء إن رضيت صفاءً/ وإذا ما سخطت كنت لهيبا" كما يقول الشاعر. وما دمت قد سخطت على هذا التجني، فإنني لن أنزل يدي مهما كلفتني المواجهة من مجهود، ولن أغادر وطني الذي لدي حق فيه تحت أي إكراه، كما يخططون، وكيفما كانت هوية هؤلاء المناصرين للشطط في استعمال السلطة. وما دام قد استهواهم إعلان الحرب ضدي وضد العمل الجاد وغيرة الجالية المغربية من خلالي، فإنهم لن يقووا على إيقافها إلا وهم منكشفون، طالما أننا تحت رحمة رب من أسمائه "الرقيب" و"المجيب"، وفي عهد جديد، وبملك شاب يعطي البرهان في كل مناسبة على أنه ناصر المظلومين المفترى عليهم. و"ما ضاع حق وراءه طالب صامد".