في خرجة يائسة.. محمد زيان يحرق ما تبقى من أوراق مع المغرب والمغاربة

في خرجة يائسة.. محمد زيان يحرق ما تبقى من أوراق مع المغرب والمغاربة محمد زيان
قدم النقيب محمد زيان، المعروف بجعجعاته الفارغة وخرجاته الصبيانية، في حوار مع صحيفة "إل إندبنديينتي" الإسبانية، صورة كاريكاتورية للوضع السياسي المغربي الراهن، أقل ما يقال في شأنها أنها تنم عن خسة مترسخة وحقارة ثابتة والهروب إلى الأمام، بعدما افتضح ضلوعه في "الفساد" بكل أنواعه (بالصوت والصورة)، في العديد من الملفات، بدءا من ظهوره على الساحة السياسية (حين كان يدافع عن الحكومة ضد النقابي الراحل نوبير الأموي)، وانتهاء بانخراطه المرضي في الصراخ بأنه "فرعون زمانه" الذي لا يقهر، حتى وأن ثبت بالدليل القاطع ضلوعه في الكذب والتزوير والبهتان و"التنوعير" والبلطجة، وإطلاق الأباطيل، بمناسبة أو بدونها، لا لشيء إلا ليؤكد أنه ما زال "موجودا" على الساحة السياسية، وأنه بطل قومي ليس بوسع أي كان أن يمحيه من القائمة، حتى وإن كان خطابه كاسدا.
 
في هذا الحوار المثير للسخرية، نفث زيان سمومه في وجه المؤسسة الملكية، في محاولة منه للفت الانتباه إلى الوضع المتأزم الذي يعيشه على المستوى النفسي والمهني والسياسي، إذ تحول من "زعيم وهمي لحزب " إلى شخصية تبعث على التفكه والضحك، بل أصبح اسمه مقترنا بالفضائح الأخلاقية ومستنقعات الكلام النابي والأفعال اللأخلاقية داخل المحكمة وخارجها، إلى درجة أن الكثير من المراقبين ينصحون يضرورة وضع الرجل، وهو في أرذل العمر وأسوأ الحالات، في أحد مصحات العلاج النفسي أو العقلي.
 
وعاد زعيم الفضائح إلى تكرار ترهاته باتهام محيط الملك وأصدقائه بأنهم وراء كل المصائب التي يعيشها على كافة المستويات، بما فيه قضية اعتقال ابنه والحكم عليه بثلاث سنوات سجنا في قضية "الكمامات القاتلة". وقال إن الفراغ السياسي الذي يزعم أن المغرب يعيشه، شجع بعض الشخصيات الذين ليس لديهم أي شرعية أو شعبية ليقولوا إنهم يمثلون الشعب، بينما هم، في رأيه، أناس موالون لماضي الدولة أكثر من مستقبلها. زاعما أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلد خطير للغاية'، وأنه "مقبل على مرحلة انتقالية يمكن أن تدفع بالجماهير إلى الشوارع وتكون بمثابة صدمة"!!
 
وصور زيان المغرب، وكأنه بلد خال من المؤسسات والأحزاب والنقابات، وأن شخصين فقط في المحيط الملكي هما اللذان يمارسان الحكم، ثم يعود للحديث عن أهمية الحضور الملكي في المجلس الوزاري، وعن دور البرلمان في مناقشة الميزانية، وعن التحديات الاقتصادية المطروحة على المغرب في ظل وضع دولي وإقليمي تحكمه النزاعات، وذلك في تناقض صريح مع المقدمات التي انطلق منها، مما يؤكد أن الرجل يرمي الكلام على عواهنه، مدفوعا بسعار داخلي مكشوف، بعد أن افتضح أمره في الداخل.
 
وبلغ الجنون مبلغه بالرجل حين داس على "مبدأ الاحترام الواجب للملك"، في سابقة لم يقم بها أي سياسي في المغرب، حتى في أشد الفترات توترا، وكال للمؤسسة الملكية جملة من الاتهامات التي تستحق المتابعة القضائية، بسبب خروجها عن جميع الأعراف والتقاليد التي يتحلى بها المغاربة تجاه الملك والملكية. وهذا ينم، في العمق، عن اليأس الذي اعترى الرجل بعد أن قضى سنوات في الصراخ دون أن يلتفت إليه أحد، خاصة أنه ظل يعتبر نفسه واحدا من "خدام المخزن الأوفياء" الذين يستحقون التبجيل والتكريم ومكافآت نهاية الخدمة.
 
 لقد وجه زيان سهامه السامة ضد الدائرة التي تحيط بالملك، وتحديدا ضد المدير العام للأمن الوطني و"الديستي" عبد اللطيف حموشي، الذي اتهمه بالتجسس عليه، وقمعه، وإحالته على القضاء. 
وتحول زيان إلى "ناطق" باسم الشعب المغربي حين قال "إن الشعب المغربي مدرك تمامًا لهذا الوضع، ولهذا في النهاية سينتهي الأمر بالجميع إلى مغادرة المغرب ، وهو ما سيحدث. ما كان يسمى الربيع العربي انتهى بشكل سيء للغاية لأسباب عديدة. هذا يعني أن الناس لم يعودوا يريدون تغيير طبيعة أو شكل الأنظمة؛ ما يريدونه هو الخروج مرة واحدة وإلى الأبد". وأضاف: " في المغرب لم نعد نؤمن بإمكانية تغيير البلد. ولهذا يتعين على أوروبا والغرب تغيير عقليتهما تجاه الهجرة وتجاه شعوب العالم الثالث، وعليهما مساعدتنا على استعادة ثرواتنا، ووضع الأشخاص، الذين يريدون تنمية الشعوب، في السلطة. وإذا لم يكن هذا، فلا يوجد حل آخر".