هذه الإنتظارات تجعلنا نأمل أن تتجاوز الحكومة تعاطيها الضّيق مع القضايا المجتمعية وتسمع إلى نبض الشارع وتكون قادرة على تلبية حاجات المغاربة والمغربيات. كما لا يجب على الحكومة أن تنسى بأنها هي أول حكومة التي عليها القيام بإجراءات عملية ملموسة من أجل تطبيق ما تم الإتفاق عليه فيما يخص النموذج التنموي الجديد.
ولبلوغ ذلك عليها على الأقل تحقيق نمو اقتصادي هذه السنة لا يقل عن 5٪ رغم كل الظروف، وأن لا تكتفي بحلول تقليدية وبانتظار أحوال الطقس. فالتنمية والنمو الإقتصادي هو السبيل لتقليص من البطالة التي تخنق العديد من الشباب.
من جهة أخرى، فالتحديات الإقليمية والدولية، تلزم الحكومة تقوية التّواصل والإبتعاد عن سلوكيات التّنمر والتّعالي والتّعامل بمنطق التكنوقراطية الضيقة، أي عليها وضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار والتقاط التوجهات الملكية. فخلق جبهة داخلية قويّة هي خطوة جدّ مهمة للتصدي لكل المخاطر والأزمات. ولتفادي أي هدر للزمن التنموي. في هذا الصدد، على الحكومة إرسال إشارات إيجابية قوية، وذلك بالانفتاح على الرأي العام بمختلف شرائحه وقطاعاته الإجتماعية والاقتصادية والسّياسية والثقافية، والإفراج عن معتقلي حراك الريف، وإطلاق سراح الصحفيين والصحفيات، والإسراع بتنزيل مشاريع تنمية مناطق الشمال، وعدم الإفلات من العقاب، وعدم التّعارض مع الدستور، خاصة في ما يخص منع أو تضييق على عمل المجتمع المدني، وتقوية السّيادة الطاقية والمائية والحفاظ على الموارد المائية، إلى جانب تعديل القوانين والتّشريعات التي تتعارض مع الدّستور والمواثيق والعهود الدّولية، خاصّة المتعلقة بقضية المرأة والحرّيات.