وإن كان الخوض في جدل الاعتراف بالدين الإسلامي من عدمه في سويسرا محط إثارة من حين لآخر منذ سنين، إلا أنه أخذ في الآونة الأخيرة منحى آخر من حيث تصعيد درجة الاهتمام واتساع دائرة النقاش.
إعداد: المهدي غزال
اكتسح الموضوع جميع مكونات المجتمع من جهات رسمية وجمعيات مدنية ورجال الدين وخبراء جامعيين، إضافة إلى شريحة مبحري العالم الافتراضي التي لم تتأخر، كما عهد لها، عن إلقاء دلوها في بحر أي سجال آني ساخن. الأمر الذي أفرز الرأيين المعلومين «مع وضد» إلى جانب طبعا المحتفظين بشوط المسافة بينهم وبين الإدلاء بأي وجهة نظر محددة، وتفضيل الركون في زاوية الحياد إلى حين الحسم النهائي في مجريات الخلاف...
هاني رمضان، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بجنيف، ومدير المركز الإسلامي بالعاصمة السويسرية
ندعم حوار الأديان
ليس لنا الآن إلا نختار السكة التي نود المضي عبرها من هاتين السكتين. أولهما تلك التي تعتبر المسلمين مواطنين سويسريين ومن حقهم اعتراف الدولة بديانتهم. وبالتالي القطع مع أي تفرقة أو تمييز في إطار من الوضوح والشفافية، ودعم حوار الأديان على أسس الإدماج في المجتمع واحترام القانون والمبادئ، أو التعريج على السكة التي ترى الإسلام والمسلمين في صورة الفزاعة المرهبة والسابحة على موجة الفوبيا الإرهابية. وعليه، الاستمرار في إشعال فتيل الاحتقان الذي سبق وأن أوقده القرار السابق القاضي بمنع المآذن الذي أبان عن النية المبيتة في طمس أبرز المعالم الإسلامية ومحوها من الوجود في ضرب لنداءات التعايش العالمية.
إيريك بيرتينا، مستشار جماعي، ومنسق «حركة من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة»
القرار للشعب السويسري
إلى حدود الآن، القانون لا يعترف سوى بثلاث ديانات وهي: الكنيسة الوطنية البروستنتانية، الكنيسة الكاتوليكية الرومانية، والكنيسة الكاثوليكية المسيحية. ولجميعها تاريخ متجذر في الوسط السويسري وليست غريبة عنه. فيما المفارقة المسجلة في هذا الموضوع هي أن لكل تلك الكنائس مخاطب وحيد ينوب عنها في أي حوار مع الدولة السويسرية، على عكس الإسلام الذي يفتقر لهذا المعطى ولا يوجد لديه صوت معين. وكيفما كان الحال، أعتقد بأنه إذا ما ترك القرار للشعب السويسري فإنه سيجيب لا محالة بالرفض التام للاعتراف بأي ديانة أخرى. لذلك، أقول بأن يترك الشأن للمواطن السويسري وهو الكفيل بإقرار مسألة الاعتراف أو الاعتراض عنها.
ردود فعل رواد شبكة الإنترنيت
- فريديريك باستيا: لا يجب على الدولة أن تعترف بأي ديانة أخرى. يكفي ما يوجد حاليا بدولتنا ولا مجال لإضافة أي ديانة كيفما كانت طبيعتها أو توجهها.
- فيروتشكا هارت: يحتل الإسلام المرتبة الثانية من حيث قوة انتشاره عالميا (32.2 في المائة) بعد الديانة المسيحية (31.5 في المائة). وعدم الاعتراف به رسميا ليس خطأ فادحا فحسب، وإنما سُبة وشتيمة لمليار و57 مليون مسلم عبر العالم.
- إنزو غرافونت: من العار والنحس المشؤوم أن ترسو قافلة الإسلام بيننا وعلى أرضنا.
- ييسي دينوند: الحالة الوحيدة التي يمكن السماح بها للاعتراف بالديانة الإسلامية هي أن يحترم المسلمون العلمانية، وقيم الدستور، والمساواة بين الرجل والمرأة، زيادة على الامتثال لخصوصية المجتمع السويسري. مع التخلي عن التلويح بتهديدات العقاب الإلاهي على المستوى الأوروبي ككل.
- هانس ميلير: أرفض طبعا. فالمعلوم لدينا هو سيادة الديانتين الكاثوليكية والبروستنتانية ولهما أصول تعود لقرون. وبالمناسبة لست مع التمييز العنصري أو التفرقة، ولكن أنذر فقط بإمكانية إعادة سيناريو الحروب الدينية إذا ما تمت الموافقة على الاعتراف بالإسلام في وطننا.
- جوسيفين فالي: ما المانع في أن تتم الموافقة على هذا الاعتراف طالما أن المسلمين يدفعون بدورهم قيمة الضرائب؟. لذلك أظن بأن من حقهم أن تكون لهم مقبرة خاصة. يأكلون ويلبسون حسب رغبتهم. ولا أرى مسوغا لإجبارهم على أمور لا تنسجم واعتقاداتهم أو تتنافى مع ميولاتهم.