النصي: حراك أيتوسى في صلب فعاليات مهرجان "ملگى الصالحين" بأيادي شيوخ وشباب أيتوسى

النصي: حراك أيتوسى في صلب فعاليات مهرجان "ملگى الصالحين" بأيادي شيوخ وشباب أيتوسى بلخير النصي
تستعد عمالة إقليم أسا الزاك التي منحها الملك الراحل الحسن الثاني لقبائل أيتوسى يوم 19 ماي 1991 نظير كفاحها ونضالها في جيش التحرير، منذ الطلائع الأولى للمقاومة المسلحة، إثر توقيع الحماية على المغرب سنة 1912، وبعد الاستقلال انخرطوا بالجيش الملكي، وظلت القبيلة من المصادر الأولى لمؤسسة القوات المسلحة الملكية لعقود من الزمن، تستعد هذه العمالة الممنوحة استثناءا لقبائل أيتوسى إلى تنظيم احتفالها بميلاد خير البرية صلى الله عليه وسلم جد الملك محمد السادس.
هذا الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة دأبت على تخليدها قبائل أيتوسى من زمن بعيد بحضرة زاويتها بمدينة أسا، غير أن الظرفية الحالية التي تزامنت مع عمليات واسعة ومتنوعة، تهدف إلى مصادرة أراضي القبيلة من طرف إدارة الأملاك المخزنية، بدون سند ولا حجة قانونية، وهي الحيازة التي اعتبرتها المحافظة العقارية حيازة هادئة ومستمرة لا تستند على أي وثيقة ولا عقد ولا غيره، جعل قبيلة أيتوسى تستنكر الاسلوب الغوغائي والاحتفالي المبالغ فيه من طرف السلطات المحلية وبعض المنتخبين، للتغطية والتعتيم على دفاع القبيلة عن أرضها، ولولا قدسية الذكرى ومكانتها الهامة في نفوس الايتوسيات والايتوسيبن من أبناء القبيلة والعلاقة الدموية بين رسولنا الكريم المحتفى بميلاده مع عاهل البلاد، إضافة إلى الزيارات التي دأبت عليها كبريات القبائل الصحراوية لايتوسى خلال هذه الذكرى وصلة الرحم مع القبيلة، وتوافد أبناء المكون من كل حدب وصوب اتجاه زاويتهم وأرضهم، ما سمحت قبائل أيتوسى بإقامة هذه الذكرى في هذا الظرف الاستثنائي بكل المقاييس، ولكن البيعة التي تطوق الأعناق وعلاقات حسن الجوار والروابط الدموية التي تجمع مختلف قبائل الصحراء عبر المصاهرة والانتماء والقواسم المشتركة من الدين والجغرافيا والولاء للعرش العلوي المجيد، جعلت قبائل أيتوسى تستعد لاستقبال ضيوفها بكل شروط الحفاوة والترحاب، رغم الجروح الدامية التي خلفتها عمليات مصادرة الأرض ظلما وجورا، وهي مناسبة تستغلها القبيلة لتنظيم "ملگى الأرض وصون العرض" للتعريف بقضية أيتوسى الآنية لجميع القبائل الصحراوية التي يلقى معظمها نفس المصير، من جهات تتأسف جميع هذه القبائل إلى اعتبارها وطنية، لأن المبادئ لا تتجزأ، والوطنيون لا ينتزعون ممتلكات بعضهم البعض. 
وهي مناسبة لتعبير ايتوسى عن رفضها واستهجانها لما تتعرض له من طرف المؤسسات السالفة الذكر، وغياب أي ردة فعل من الجهات الرسمية عن جميع المحطات التي سطرتها ايتوسى بوطنية وغيرة وولاء، دفاعا عن أرضها وعرضها، وقد أجمعت جميع شرائح المجتمع الأيتوسي إلى تحميل عامل الإقليم من جهة باعتباره ممثل الملك والخادم لرعاياه داخل الإقليم الاستثنائي مسؤولية الأحداث، وندعوه لتجنيب الاقليم، الدفع به إلى حافة التوتر والانزلاق، بسبب عدم التجاوب مع نبض الشارع وغلق أبواب الحوار، والاستمرار في نهج مقاربة صم الأذان في كل ما تعانيه القبيلة شيبا وشبابا. 
في الجانب الأخر تعيب قبيلة أيتوسى على بعض أبنائها المنتخبين اصطفافهم ضد مصالح القبيلة، ومساهمتهم الواضحة في مصادرة الأراضي عبر تسهيل عمليات تحفيظها بشكل غير قانوني، الذي تنكروا لانتمائهم وقطعوا أوردة دمائهم في هذا الظرف الاستثنائي، بحجة الاستثمارات الخارجية التي لن يكون لها أي وقع على الإقليم أو القبيلة، وعدم وضوح معالم هذه الاستثمارات التي تروم ابتلاع ما يزيد عن 500 ألف هكتار من الأراضي البكر الخصبة والملائمة مناخيا. 
في هذا السياق تنطلق فقرات ذكرى المولد النبوي الشريف تحت مسمى "ملگى الصالحين" يروم تشتيت اهتمامات وأنظار أيتوسى عن مجالها المصادَر.
وهناك خيبة أمل من الخرجات الإعلامية لبعض المنتخبين، وتأكيدهم على موافقتهم في تحفيظ أراضي أيتوسى لأملاك الدولة، والموقف الذي لم تتقبله شرائح عريضة من المجمع الايتوسي داخل الاقليم وخارجه، هو عدم التطرق لأي فقرة من فقرات هذا الموسم للنقاش الهادف حول موضوع الاستثمارات وعمليات التحفيظ والسياقات التي جاءت فيها، كما طرح العديد من المتتبعين للشأن الأيتوسي غياب أي فقرة تأبينية لروح المغفور له محمد الحبيب حيدارا باعتباره أحد رموز القبيلة ورجالاتها وكان يشغل رئيس جمعية الزاوية إلى حين وفاته، كما تقلد مناصب مهمة داخل القبيلة والإقليم، وهذا في حد ذاته تنكر آخر لا يقل وزنا عن الأرض، في وقت سبق له أن وضع دوريات ومسابقات واحتفالات تأبينية بالمغفور له أيدا ولد التامك، للقرابة الدموية التي تجمعه به..
وفي هذا الإطار تستعد لجان القبيلة لمواكبة موضوع الأرض، من خلال فقرات هادفة وموضوعية لتأطير الزوار والتعريف بالقضية، وإقامة مهرجانات خطابية وعمليات جمع التوقيعات وزيارات ميدانية لمجموعة من رموز القبيلة لجمع أرائهم بشكل مسجل صوتا وصورة، وتوجيه الرأي العام المحلي إلى عدالة قضية أرض أيتوسى بما لا يمس بقدسية الذكرى وأمن الزوار، في إطار الملگى الموازي، "ملگى الأرض وصون العرض".
 
بلخير النصي، عضو تنسيقية حراك ايتوسى