الطيب حمضي: لقاح الأنفلونزا الموسمية يحمي من الإصابة ومن الحالات الخطرة والوفيات

الطيب حمضي: لقاح الأنفلونزا الموسمية يحمي من الإصابة ومن الحالات الخطرة والوفيات الطيب حمضي
الأنفلونزا الموسمية:
تعتبر الأنفلونزا الموسمية مرضا ناتجا عن الإصابة بفيروسات الانفلونزا وتصيب أساسا الجهاز التنفسي. تتراوح أعراض المرض ما بين الخفيفة أحيانا والشديدة: ارتفاع درجة حرارة ل 40 درجة مئوية غالبا، قشعريرة وتعرق، صداع، سعال جاف مستمر، تعب وإرهاق، سيلان الأنف، التهاب الحلق، ألم في العضلات وقيء وإسهال أحيانا عند الأطفال.
في الغالب عند الشباب الأصحاء تشفى الأنفلونزا بعد أسبوع أو اثنين من المرض، لكن عند بعض الفئات من ذوي عوامل الخطورة قد تتطور الإصابة إلى حالات خطيرة ووفيات.
تبلغ الوفيات الناتجة عن الانفلونزا الموسمية عالميا ما بين 300 و 650 الف وفاة سنويا. ومن أهم عوامل الخطورة: السن فوق الخامسة والستين، وجود أمراض مزمنة مهما كان السن كالسكري والضغط وأمراض القلب والجهاز التنفسي وغيرها من الامراض المزمنة، ضعف الجهاز المناعي، النساء الحوامل، السمنة.
المضادات الحيوية تقتل الباكتيريا وليس الفيروسات لذلك من الخطأ استعمالها لعلاج الانفلونزا. 
لا يصف الأطباء هذه المضادات إلا إذا انضافت إصابة باكتيرية فوق الفيروس. ويكون العلاج عادة عند الشباب الأصحاء بالراحة وشرب الكثير من السوائل فقط، ولكن في بعض الحالات ذات الهشاشة، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس.
الأنفلونزا ليست هي نزلة البرد   Rhume. وإن كان كلاهما من أمراض الجهاز التنفسي، فهناك اختلاف في نوع الفيروسات المسببة، كما تتشابه أعراض المرضين، ولكنها تكون أكثر حدة وتنوعا وتبدأ بشكل مفاجئ في حالات الانفلونزا بينما تكون تدريجية وخفيفة وغالبا تتلخص في صداع وسيلان الانف في نزلة البرد. 
أهمية أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية:
تصيب  الأنفلونزا سنويا ملايين الناس، يصاب بعض الأشخاص بأعراض بسيطة، وقد يدخل آخرون إلى المستشفيات وأقسام الإنعاش ويتوفى مئات الآلاف سنويا بسبب المضاعفات الناجمة عن العدوى. كما أن الإصابة تشكل ضغطا على المستشفيات و الأطر الصحية، وتتسب في الغياب عن العمل والدراسة طيلة موسم العدوى، مع ما لذلك من أثر على الحياة الاجتماعية والمردودية الاقتصادية للمقاولات والدول.
يساهم أخذ لقاح الأنفلونزا مرة واحدة سنوياً في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض ونقل العدوى للآخرين بنسبة قد تصل ل90%. وتحمي من الحالات الخطرة والوفيات بشكل هائل. ويعتبر لقاح الأنفلونزا من اللقاحات الآمنة وتعتبر منافعه أهم بكثير من بعض الآثار الجانبية القليلة والبسيطة من قبيل آلام واحمرار مكان الحقنة. 
الفئات التي ينصح بأخذها اللقاح: 
جميع الأشخاص ابتداءً من سن ستة أشهر بإمكانهم أخذ اللقاح، ويعتبر جد مفيد لهم طبيا وصحيا. ولكن يعتبر أخذ اللقاح من قبل الفئات التالية أولوية باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الانفلونزا:
1-  جميع البالغين من عمر 65 عاماً فما فوق.
2- جميع من يعانون من أمراض مزمنة أو تُضعف المناعة مثل الحالات التالية: السكري أمراض القلب، أمراض الرئتين، أمراض الكبد، أمراض الكلى، السرطان.
3- النساء الحوامل خلال جميع مراحل الحمل. 
4- المهنيون الصحيون لحماية مرضاهم وحماية أنفسهم ليبقوا أصحاء في مواجهة موسم الأمراض الذي يتطلب حضورهم أكثر من أي وقت.
يجب أخذ اللقاح ابتداء من شهر أكتوبر، وهو حقنة واحدة بالنسبة للبالغين والأطفال فوق 9 سنوات، وتبدأ فعالية حمايته أسبوعان بعد أخذ الحقنة. وتستمر فعاليته من 6 الى 8 أشهر حيث يكون موسم الأنفلونزا قد انتهى. 
فيروسات الأنفلونزا تتحور باستمرار لذلك تتغير اللقاحات كل سنة لمواجهة الطفرات الجديدة. 
المغرب سيستعمل هذه السنة كالسنتين الفارطتين لقاحا بأربع سلالات عوض ثلاث سلالات كما كان سابقا حتى تكون الحماية أكبر.
وبالنسبة للفئات الهشة، فإن الإرشادات الطبية توصي  بشكل قوي بتلقيهم لقاح الأنفلونزا ولقاح كوفيد 19 لحمايتهم من المرضين معا.

الطيب حمضي/ طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية