منذ أول نظرة يأسرك الدكتور فهد، خفيفا كالهواء، إذا صادفته في يومك فأنت من المحظوظين. حظي كان معه إجراء عمليتين جراحيتين ناجحتين بالمنظار، من أجل زراعة شبكة معدنية نفيسة توسع قناة الهضم. عملية شاقة ولكن الدكتور غاليم رجل الاختبارات الصعبة. بعد الانتهاء من العملية الثانية أعطاني جائزتي: عبوة كوكاكولا لايت. كنت في حاجة ماسة إلى ترطيب حلقي بعد انقطاع عن الأكل والشرب طيلة عشرة أيام. قبلتُ الجائزة وقلبي يرقص فرحا.. أخيراً سأبلّل فمي بمشروب، لاسيما وأن الجائزة من الدكتور غاليم.
لا أعرف تفاصيل كثيرة عن الجراح فهد غاليم.. تكوينه الأكاديمي، مساره العلمي، أحلامه.. فقط ما أعرفه هو أنني أمام شعلة طبية مغربية في ذروة العطاء، ولا تهمني التفاصيل الأخرى.
زارع ألغام بامتياز، من طقوسه الصباحية قبل الجراحة شرب فنجانين من القهوة السوداء، ومن ثمة يلبس بدلة غطس لزراعة المعادن النفيسة. في جميع أحواله لا تفارقه الابتسامة، خفيفا كالظل، يمشي بخفة فهد، منفلتا كزئبق.
هو ذا الدكتور فهد غاليم لم تأسره عيادة، بل نصفه مقسم بين باريس والدارالبيضاء، ومع رزنامة المواعيد المكتظة محظوظ من جاء دوره واستلقى تحت منظاره.
هو ذا الدكتور غاليم يشعل شمعة الحياة داخل كبدك، طبيب بقلب فهد، وصفته السحرية: ابتسم كي ترى عالمنا جميلا وسماءنا زرقاء.