خالد أخازي: أكاديمية الدار البيضاء سطات.. التدبير بردود الفعل بدل الفعل وبمنطق حزام السلامة بدل المبادرة...

خالد أخازي: أكاديمية الدار البيضاء سطات.. التدبير بردود الفعل بدل الفعل وبمنطق حزام السلامة بدل المبادرة... خالد أخازي
ربما حان الوقت... بل أصبح الأمر ضروريا لينظر سي شكيب في خريطة مؤسساته الجهوية، فهناك من عمر على رأس أكاديمية جهوية أكثر ما يجب وأكثر ما يفترض في عرفيا وقانونيا في حركية الموظفين السامين، حتى تملكه هو نفسه العجب... وظن أنه خالد فيها... لا يشق له غبار... وقد صار له " مسمار" ومظلة.... فالتعمير في المناصب مفسدة ومحفز الريع.... وقد يفسد الصالح والمصالح..
فالتغيير مطلوب ومهم لكسر الجليد وأنعاش القطاع بدماء جديدة وتفادي الفساد الذي يمكن أن ينجم عن الزمن ومنظومة العلائق المشبوهة...
قلت سابقا أن أي ثورة ناعمة في قطاع التربية تحتاج ثورة مركزية في بنية التدبير والخروج من مقاربة " الأرقام" إلى مقاربة الجودة التي مدخلها الأساسي ثورة في عقل المدبر قبل المدرس...
وظلينا في ذلك واقع الممارسة للتدبيرية تربويا جهويا...
فما أن ظهرت تلك الصور التي تعبر عن قيم فرنسا واعترافها بالمثلية وهذا حقها في مقررات مستوردة بمدارس خاصة، وما سببت من نقاش مجتمعي على أساس أن المحتويات لا تنسجم مع الهوية الدينية والوطنية للمغرب حتى تحركت أكاديمية الدار البيضاء سطات في رد فعل موجهة مراسلة للمديرات الإقليمية لموافاتها بالكتب التكميلية والحقيقة أنها في كل المؤسسات الخاصة أساسية وهي مصدر إقبال أولياء الأمور على التعليم الخصوصي... والكل يعرف...ولا يعرف.... وبين يعرف ولا يعرف مشاتل الفساد والريع والابتزاز المقنع...
ولأن العملية عبث في عبث
وتقنيا مستحيلة أن تجتمع لجان التأطير التربوي للبث في مضامين آلاف المقررات والكتب في زمن قصير... فكم عدد المؤسسات الخصوصية بالجهة...؟
حتما أن كل مديرية ستحتاج" هوندا لنقل هذا الكم من الكتب التي كانت ترسل سابقا ويلف الصمت العملية بعدها... ولست هنا مضطر لشرح أسباب عدم تحمس المفتشين للعملية... فهي أصلا مستحيلة وشماعة مناسبة لتبرير قضايا أخرى هامشية...
أصحاب العقول المدبرة، فليحسبوا لنا عدد الكتب التكميلية التي دراسة مضامينها تتطلب الزمن الكافي والتركيز التربوي والمعرفي...
هذا إجراء عبثي... مجانب للصواب...
ومل إجراء يتأسس على رد فعل هو إجراء ينتجه الخوف لا الإبداع...بل ينتجه " منطق السلامة" لا منطق الشراكة والثقة والتواصل الفعال...
هكذا تجري الأمور يا سي بنموسى...
يدبر القطاع جهويا بردود الفعل ولا بالفعل والتوقع والابتكار...
لا أحد يثق في أحد...
كان يكفي مراسلة المؤسسات في هذا الشأن...وإلزامهم بدراسة المضامين واستبعاد كل كتاب تكميلي أساسي يمس بالقيم الوطنية والدينية والوحدة الترابية والهوية المغربية....
مثل هذا الفعل يؤسس للثقة وللشراكة الحقيقية
خلافا للمراسلات التي تشبه سيارات الإطفاء... والتي تشعل الضوء الأحمر... دون داع...
فبدل هذا الإجراء الذي انبني على رد فعل غير مفكر به... والذي فعلا ينسجم مع التعليمات الرسمية... ولا نخجل من قول ذاك... كان على مدير الأكاديمية الذي يبدو أنه تعب لدرجة أنه ابتدع ما لا يجوز في وجود نص، وظيفة جديدة اسمها " المدير المساعد"...الدكتور الذي جمع في زمن ما بين الانتماء النقابي وهذا حقه والتمثيلية في اللجان الثنائية وهذا حقه ورئيس قسم الموارد البشرية وشي" حاجة" والصفة التي ابتدعت على مقاسه" المدير المساعد" ولا سند لها قانوني...
لا يهم الأمر... فمدير الأكاديمية تعب لأنه عمر في منصبه وفي حاجة إلى من يقاسمه مهامه...
هلما أن أكاديمية الدار البيضاء سطات... تعرف كل سنة خصاص مهولا في الأطر التربوية وتدبيرا غير عقلاني للموارد البشرية وما يقع في الجديدة مثلا... دليل على أن المدير المساعد عليه أن يتفرغ كليا لقسم الموارد البشرية... عصب الحياة للأكاديمية...
دعونا نعود لموضوعنا.....
قريبا ستشد الرحال الشاحنات إلى الأكاديمية...محملة بالأسفار...
ولأن المؤطرين رجال ونساء بمواصفات سبيرمان فإنهم سيقرؤون كل المضامين...
كل النصوص... كل التعليمات...
صفحة صفحة...
وستطول عزلتهم...
وربما سيقررون في زمن آخر...
غير زمن مدير الأكاديمية الذي يريد" حزاما للسلامة" بلغة" دارت لي علي"...
ولأن رد الفعل لا ينتج غير الفوضى والعبث...
حان الوقت يا سي بنموسى لإعادة النظر في خريطة العمل التربوي الجهوي...
لننتقل من مقاربة التدبير بالخوف إلى مقاربة التدبير بالثقة والشراكة والابتكار والمبادرون...
المرحلة في حاجة إلى الشجعان وليس إلى المترددين الخائفين على كراسيهم... كل صيحة يظنونها عليهم... ويعملون بمنطق" الإرضاء" لا القيادة المسؤولة خلقيا ومجتمعيا...
 
هامش: ليس هناك ما يمنع موظفا مسؤولا من الانتماء النقابي قانونيا... لكن أخلاقيا حين تكون مسؤولا عن التدبير الجهوي للموارد البشرية وفي يدك التعيين والتكليف والترقية والمجالس الانضباطية.. فجدير بك ألا تكون لك قبعة نقابية... " تضارب المصالح..."
 
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل