من لا تقاليد ملكية له، ولا عمق حضاري يتكئ عليه، ولا فهم بتقاليد الشعوب ونخوة الملوك، ما عليه إلا متابعة مراسيم تنصيب شارل الثالث، ملك الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، ملك بريطانيا العظمى، لفهم الكثير من العادات والتقاليد. تقاليد لا يفهمها العاري، لأنه خارج سياقات الفهم والمعرفة، بل خارج التحضر، ويعتقد أن كل ممارسة، هي نوع من العبودية، لأن قراءته لها تكون مفصولة تماما عن سياقاتها التاريخية والمجتمعية. قراءة قاصرة لا تعرف مثلا، معاني البيعة وإجماع الأمة كما هو الأمر في المغرب، وتظل محكومة بالجهل والنزوع لترجمة كل فعل او ممارسة خاصة على أنهما مجانبين للعقل والصواب.
حاول أيها الجاهل أن تفهم عادات وتقاليد الشعوب، ووضعها في سياقاتها الخاصة، بدل وضعها في القالب المتكلس الذي تجلس عليه، وتريث قبل أن تعبر عن امتعاضك وتحكم حكما متخلفا يعكس مستواك المعرفي والحضاري.
مغربي وأفتخر بانتمائي لثاني أقدم مملكة في العالم، المملكة المغربية الشريفة التي لا تفصلها سوى خيط رفيع عن تقاليد المملكة البريطانية، المملكة الأولى من حيث الامتداد.
عبد الإله الجوهري