لقد عرف المغرب استهلاك وإنتاج مادة السكر خلال القرن 18 ، في عهد الدولة السعدية، وبالضبط خلال فترة حكم المنصور الذهبي الذي طور إنتاجه، وبنى له مصانع، وجلب له يد عاملة من "عبيد" افريقيا الذين اشتغلوا في مزارع قصب السكر ، ودحيث تم تصديره إلى أروبا واستهلاك جزء منه في الداخل .
ينتمي السكر إلى فئة الأطعمة التي تحتوي على المواد الكربوهيدراتية ، وأشهرها سكر الطعام الذي نستهلكه. ويرجع تاريخ السكر إلى سنوات حيمنا ذهب "جون سمث" مع عشيقته "سوكر " في موعد غرامي، فوجدا حقل من القصب، وقاما بكسره وتناوله... وأكلق عليه اسم عشيقته "سوكر " تيمنا بآسم حبيبته.
وكان حينها العـسل هو الغالب في أنواع تحلية الطعام في القديم. وقد حرم الفقهاء المغاربة تناول السكر في فترة تاريخية حيث اعتبروه مصنوعا من الدم والجيف و العظام. بل أن هناك فتاوى في هذا الصدد من بينها فتوى بعنوان "تغيير المنكر في من زعم حرمة السكر" لعالم يدعى سليمان بن محمد الشفشاوني.
ومع مرور الوقت اتضحت مكونات مادة السكر، و أصبح هؤلاء الفقهاء من أكثر مستهلكيه.
في بداية إنتاجه بالمغرب خلال فترة السعديين لعب السكر دورا مهما في ازدهار اقتصاد الدولة السعدية فأنشأت له العديد من المعاصر والمصانع بمنطقة سوس ، وقد أشار المؤرخ البكري أن سوس كانت "أحلى" عاصمة.
وكان دخول السكر بمثابة تغير جوهري على الإقتصاد المغربي خلال القرن 18.
و حسب البكري وابن خلدون، وغيرهم، فقد أشاروا إلى أن هذه الزراعة كانت مزدهرة في المغرب ، حيث اتحذ السكر أشكالا هندسية مختلفة، منها المخروطي والمربعات والمسحوق كالسنيدة.
. وقد اشتهر المغرب ب "قالب " السكر، حيث أصبح رفيق المواطن في الأفراح والمسرات والأحزان .
وإذا كان الأجانب يقدمون أكاليل الورود والزهور في احتفالات الأعراس وغيرها من المناسبات، فإن المغاربة يقدمون "قالب" السكر عربون على المحبة والصفاء والكرم، وتكمت رمزيته في مذاقه الحلو ولونه الأبيض، حيث ينال "قالب" السكر أهمية كبرى في كل المناسبات الإجتماعية في المغرب ، وله رمزية ودلالة في الثقافة المغربية في علاقة بزواج العروسين لتكون حياتهم الزوجية حلوة وصافية، بل أن قالب السكر يعتبر المساند الرسمي لفض النزاعات بين المتخاصمين ويفرض نفسه في عملية الصلح.
ومن الأمثال الشعبية عن السكر :
" اعطي القالب تصبح غالب"
"السكر كيدوز التبن هدية "، ومعنى ذلك أن حمولة التبن التي توضع في أكياس السكر تعبر بشكل عادي مع الهدية.