لَكِ اللهُ يَا لَيْلَى فَقَدْ نَالَكِ الْغَدْرُ
وَبَاحَ بِمَا قَدْ كَانَ يَكْتُمُهُ الصَّدْرُ
فَـــ(قَيْسُــــ)ــكِ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ النَّكْثِ عَهْدُهُ
فَدَيْدَنُهُ يَا لَلْأَسَى الْكَيْدُ وَالْمَكْرُ
لَقَدْ كَانَ يُغْرِي بِالسَّمَاعِ مَقَالُهُ
كَأَنَّ الَّذِي يُبْدِيهِ مَنْطِقُهُ سِحْرُ
وَلَكِنَّهُ مِنْ سِحْرِ فِرْعَوْنَ إِذْ أَتَتْ
عَلَيْهِ عَصَى مُوسَى فَكَانَ لَهَا النَّصْرُ
فَأَذْعَنَ جُنْدُ الْحَقِّ لِلْحَقِّ إِنَّهُ
لَذُو سَطْوَةٍ يَعْنُو لَهَا الْبَغْيُ وَالْكُفْرُ
وَقَطَّعَ أَوْصَالَ الْأَبَاطِيلِ عَضْبُهُ
وَذَاكَ جَزَاءُ الْمُبْطِلِينَ مَتَى اغْتَرُّوا
لَقَدْ سَوَّدَتْ وَجْهَ الْأُحَيْمِقِ كُلَّهُ
تَفَاهَاتُهُ اللاَّتِي يُعِيدُ وَيَجْتَرُّ
يُوَالِي الَّذِي عَادَاهُ بِالْأَمْسِ بَغْتَةً
وَيُقْصِي الَّذِي أَدْنَى وَمَا هُوَ مُضْطَرُّ
ّ
وَيَحْسِـَبُ أَنَّ الْعَـبـقَـرِيَّةَ سِرُّهَـا
تَــفَــاصُحُ صُعْلُوكٍ يُرَنِّحُهُ الْكِبْرُ
يُتَاجِرُ فِي سُوقِ الْأَكَاذِيبِ... لاَ يَنِي
وَسِيَّانِ - فَاعْجَبْ - عِنْدَهُ الرِّبْحُ وَالْخُسْرُ
فَتَنْتَفِضُ الْأَوْهَامُ حِينَ يَمَسُّهُا
وَلاَ تَرْتَضِي أَنْ يَسْتَبِدَّ بِهَا غُمْرُ
أَلاَ إِنَّ إِرْضَاءَ الْأَصَاغِرِ خُطَّةٌ
طَوَالِعُهَا نَحْسٌ وَمَطْعَمُهَا مُرُّ
فَلاَ تَنْتَظِرْ مِنْ مَعْدِنِ اللُّؤْمِ لَحْظَةً
فِعَالَ كِرَامٍ يَرْتَدِي زِيَّهَا الْحُرُّ
وَإِنَّ دَنِيءَ النَّفْسِ مَهْمَا تَوَاتَرَتْ
فَضَائِحُهُ يُزْهَى وَيَمْلَؤُهُ الْفَخْرُ
فَخَلِّ الْمَعَالِي يَا (شَقِيُّ) فَمَا لَهَا
خُلِقْتَ فَمَرْقَاهَا عَلَى مِثْلِكُمْ وَعْرُ
يَغُرُّكَ تَصْفِيقُ الرَّعَاعِ سَفَاهَةً
فَتَسْتَمْرِئُ الْأَخْطَا وَيَأْسِرُكَ الْعَثْرُ
وَتَهْدِمُ أَسْوَارَ الْحَقَائِقِ جُمْلَةً
وَمَا لَكَ فِي ذَا الْهَدْمِ إِذْ رُمْتَهُ عُذْرُ
فَبُؤْتَ بِعَارٍ لَنْ تَبُوءَ بِمِثْلِهِ
سَتَحْمِلُهُ حَتَّى يُغَيِّبَكَ الْقَبْرُ
وَيَصْحَبُكَ اللَّعْنُ الَّذِي حُزْتَ شُؤْمَهُ
فَلاَ النَّهْرُ يَمْحُو مَا اقْتَرَفْتَ وَلاَ الْبَحْرُ
وَمَمْلَكَةُ الْأَشْرَافِ أَرْقَى حَضَارَةً
وَأَبْقَى سَنَاءً لَنْ يُغَــيِّرَهَا الدَّهْرُ
وَلَيْسَ يَضِيرُ الْمَغْرِبَ الْحُرَّ مَا جَنَى
رُوَيْبِضَةٌ مِمَّنْ مَسَاوِيهِمُ كُثْرُ
فَصَحْرَاؤُهُ لَنْ يُدْرِكَ النَّقْصُ عِزَّهَا
إِذَا رَامَهَا بِالسُّوءِ أَخْرَقُ مُنْجَرُّ
فَكَمْ مِنْ حَقُودٍ أَزْعَجَتْهُ رِمَالُهَا
فَبَادَ وَقَدْ زَادَتْ بَسَاتِينُهُا الْخُضْرُ
وَمَا زَالَ يُؤْذِي الْكَاشِحِينَ كَمَالُهَا
كَأَنَّ الَّذِي يَعْلُو كُبُودَهُمُ الْجَمْرُ
وَنَحْنُ بِهَا نَحْيَى حَيَاةً سَعِيدَةً
لَنَا شَمْسُهَا وَالْبَدْرُ وَالْأَنْجُمُ الزُّهْرُ