يهود تونس يطلقون حملة لترميم وحماية معالمهم التاريخية

يهود تونس يطلقون حملة لترميم وحماية معالمهم التاريخية المنظمات اليهودية في تونس نجحت في ترميم المعالم التراثية المهجورة
أطلق نشطاء يهود تونسيون حملة واسعة لترميم المعالم الأثرية اليهودية وحماية تراثهم من الاندثار، وفق ما ذكرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية. 
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن يهود تونس يبدون متشبثين بالعيش في بلد يمثل المسلمون الأغلبية الساحقة فيه، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الانخراط في الحياة العامة والخاصة دعما لوجودهم من جهة، وسعيا لمنع كل ما يمكن أن يطمس إرثهم التاريخي في تونس. 
ونوه التقرير إلى المشاركة اللافتة للجالية اليهودية في تونس، والتي تتمركز بالخصوص في محافظات تونس وسوسة والمنستير ونابل وقابس ومدنين وغيرها، في أنشطة مدنية بهدف تعزيز هويتها والحفاظ على مكوناتها الحضارية، وذلك بدعم من السلطات في تلك المحافظات.
ولفتت في هذا السياق إلى أن المنظمات اليهودية في تونس نجحت في ترميم المعالم التراثية المهجورة وإقامة تظاهرات ثقافية يتم خلالها عرض صور الحاخامات وعمال المطاحن والمزارعين والرياضيين والفنانين اليهود.
وأشارت إلى أنه ”في فضاء غاستون كاريلا بمحافظة نابل (شمال شرق) أقيم معرض حمل عنوان ”آخر العظماء". 
وكانت صور هؤلاء معلقة على جدران الفضاء بهدف تكريمهم في ذكرى خصصت لتكريم آخر السكان اليهود الذين عاشوا في تلك المدينة، بما في ذلك عائلة ”كاريلا“ الشهيرة التي قادت المجتمع تحت الحماية الفرنسية، وكانت أيضا الراعية للمعابد اليهودية في نابل. 
أما في ضاحية حلق الوادي، شمال العاصمة تونس، كان ألبرت تشيتشي، 73 عاما، المدير السابق لمركز كبار السن اليهود في حلق الوادي، وراء ترميم المكان الذي يراه ”مكانا للذاكرة“، بل أكثر من متحف يروي تاريخ وجود الجالية اليهودية في البلاد، وفق التقرير ذاته. 
ونقل التقرير عن تشيتشي قوله: ”هنا عاش والدي الذي كان صانعا وبائعا للمثلجات، هنا أيضا كان العم كليمان هو الذي اعتنى بالمجتمع بوصفه النائب الأول لرئيس البلدية للديانة اليهودية، بعد استقلال البلاد مباشرة“. 
وافتتح في غشت 2022 معرض إحياء الذاكرة اليهودية ويقع بالقرب من سوق البلغة وسط المدينة العتيقة بالعاصمة تونس، وشهد فضاء الذاكرة اليهودية حضورا لافتا للجالية اليهودية.
ويقول غاستون كاريلا إن فضاء الذاكرة اليهودية ”دليل على ديناميكية وتنوع الجالية اليهودية في تونس، والتي كانت تناهز 100 ألف يهودي قبل استقلال البلاد، أما اليوم فيوجد 1200 فقط“.
من جهة أخرى، انتقد عدد من منتسبي الطائفة اليهودية الحالة المتردية لبعض المعالم والأماكن الرمزية مثل المقبرة اليهودية، عند مخرج المدينة والتي تبدو سيئة الصيانة، والمعبد اليهودي الذي على بعد أمتار قليلة منها ويبدو متداعيا للسقوط.
ويقول ألبرت: ”إنه ليس خطأ الدولة، ولا خطأنا، إنه بسبب رحيل الجميع من هنا، لذلك هناك اهتمام أقل بالحفاظ على هذه الأماكن، البقاء هنا والنشاط المتواصل هو الكفيل بإحياء الذاكرة والحفاظ على المكونات الحضارية لليهود التونسيين.