طرابلس.. هدوء حذر بعد مقتل 32 شخصا في اشتباكات بالعاصمة الليبية

طرابلس.. هدوء حذر بعد مقتل 32 شخصا في اشتباكات بالعاصمة الليبية سبب القتال أضرارا جسيمة واحتراق عشرات السيارات وإصابة ستة مستشفيات
عاد الهدوء إلى طرابلس الأحد 28 غشت 2022 غداة اشتباكات بين مجموعات مسلحة اندلعت في العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت أسفرت عن سقوط 32 قتيلا و159 جريحا، حسب حصيلة رسمية.  وسمع إطلاق نار كثيف ودوي قصف مدفعي طوال ليل الجمعة ويوم السبت 26 غشت حتى حلول الظلام في عدد من أحياء العاصمة وسط فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين. وتتنافس حكومتان على السلطة منذ مارس 2022، واحدة مقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها المشير خليفة حفتر رجل الشرق القوي.
 
وذكرت وسائل إعلام وخبراء أن الاشتباكات "انتهت بهزيمة محاولة باشاغا للإطاحة بحكومة منافسه".  ولعبت مجموعات مسلحة محايدة في هذه المواجهة السياسية، ولا سيما "قوة الردع" التي وقفت إلى جانب الدبيبة، دورا حاسما في نتيجة القتال. 
 
وهو الانقلاب الثاني الفاشل الذي يقوم به باشاغا وزير الداخلية السابق لمحاولة إزاحة منافسه من السلطة التنفيذية. 
من جانبها، دعت الأمم المتحدة الأطراف الليبية إلى "الحوار" لحل الخلافات. وحثت في بيان، كافة الأطراف على"الانخراط في حوار حقيقي لحل المأزق السياسي الحالي وعدم اللجوء إلى القوة لحل خلافاتهم".  وجرت الاشتباكات على نطاق غير مسبوق منذ فشل محاولة المشير حفتر في يونيو 2020 لاحتلال العاصمة عسكريا، في ذروة الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي في 2011. 

 
وكانت ليبيا غارقة في أزمة سياسية كبيرة منذ نهاية حكم القذافي مع التنافس بين المناطق الرئيسية وصراعات على السلطة والتدخل الأجنبي.  وشكلت حكومة مؤقتة في طرابلس مطلع 2021 في إطار عملية رعتها الأمم المتحدة ومهمتها الرئيسية تنظيم انتخابات في دجنبر 2021. 
 
لكن الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات شديدة على الأساس القانوني للانتخابات ووجود مرشحين يسببون انقساما بينهم بالتحديد الدبيبة وباشاغا وحفتر، إلى جانب نجل القذافي المثير للجدل سيف الإسلام. 
ونظرا لانتهاء مدة ولايته، عي ن البرلمان الشرقي في فبراير 2022 باشاغا رئيسا للوزراء، ما دفع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى أزمة سياسية خطيرة. من جانبه أكد الدبيبة مرات عدة أنه لن يخضع إلا لحكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع. 

 
ولم يرد باشاغا الذي نصب حكومته مؤقتا في سرت (وسط) ليبيا، على هذه الهزيمة الجديدة. وظهر خصمه الدبيبة في مقطع فيديو ليل السبت 27 غشت في أحد مقار قواته وهو يحيي المقاتلين الداعمين لحكومته. 
وصافح الدبيبة الذي كان محاطا بحراسه أنصاره، والتقط صورا تذكارية وتبادل بضع كلمات تشجيعية معهم. 
وقال لحشد من المقاتلين في تسجيل نشره على حسابه على تويتر إن "هذا البلد لن نتركه للأوغاد" مشيرا إلى أن الهجوم مدعوم "داخليا وخارجيا ".  وعلت هتافات تأييد في صفوف المقاتلين وقادتهم المحيطين به.

 
وسبب القتال أضرارا جسيمة في العديد من المباني بينما احترقت عشرات السيارات وأصيبت ستة مستشفيات في إطلاق النار.وأرجأت امتحانات المرحلة النهائية للمدارس الثانوية وأغلقت جامعة طرابلس حتى إشعار آخر. كما تم تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي، وهو الوحيد الذي يخدم طرابلس.وأمر عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة طرابلس، باعتقال أي شخص متورط في "الهجوم على طرابلس" سواء كان "عسكريا أو مدنيا". 
 
وقالت قوة العمليات المشتركة وهي مجموعة مسلحة قوية مقرها في مصراتة داعمة للدبيبة، في بيان صحافي الأحد 28 غشت الجاري، إنها أوقفت العديد من "المهاجمين" المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها باشاغا. 
لكن الأزمة لم تنته بعد، والوضع الأمني غير مستقر إطلاقا لا سيما في طرابلس، حيث ما زال عدد لا يحصى من الممجموعات المسلحة ذات الولاءات المتغيرة "مؤثرا جدا".