لا نحتاج إلى الكثير من الوقت للتسليم بأن التافهين قد سيطروا على المعركة وحسموا كل شيء لصالحهم حسب تعبير الكاتب الكندي آلان دونو "نظام التفاهة"، يكفينا أن نطلع على حجم التفاهة بالانستغرام وتيكتوك وغيرها من المواقع التي تحولت فجأة إلى داعمة للتفاهة وانهيار القيم والأخلاق...لكم أن تطلعوا على حجم الانحلال الأخلاقي والقيمي بهذه المواقع حيث طفى بها الفساد المبرمج ذوقا وأخلاقا وقيما...إنه زمن تافه حقا.
أنا شخصيا لست ضد أي تافهة أو تافهة، لكن أتحسر لما أجد مثقفا أو شاعرا أو كاتبا يكتب مقالا علميا أو رواية او كتابا، ولا يجد من يقرأه ولا حتى من يؤيد رأيه أو يدحضه فهذه مصيبة ما بعدها مصيبة..
ذات يوم سأل صحفي الكاتب المصري المعروف "ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎد: " من منكما أكثر شهرة، أنت أم ﺷﻜﻮﻛﻮ؟!" و شكوكو مهرج مصري هزلي شهير، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس
فردّ عليه العقاد باﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: "مين ﺷﻜﻮﻛﻮ دا؟"!
عندما وصل خبر هذه المحادثة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ، قال للصحفي: " قل لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف أنا على الرﺻﻴﻒ المقابل، ﻭﻧﺸﻮﻑ اﻟﻨﺎﺱ (هتتجمع) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ..؟!".
وهنا ردّ العقاد: "قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ «ﺭﻗّﺎﺻﺔ» ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ الثاﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (هتتجمع) على مين أﻛﺘﺮ.؟!."
عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها إلا أنها تلخص واقعا مريرا مفاده أنه كلما تعمق الإنسان في الابتذال والهبوط والانحطاط، ازدادت جماهيريته وشهرته هذه هي مجتمعاتنا ..نرفع الوضيع وننزل الرفيع..
فكم من شكوكو اليوم يُمَجَّد ويُرفع عاليا، وكم من شريف في غياهب الإهمال والنسيانَ ..؟!