سوق سند التضامني: نموذج التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتجارة العادلة

سوق سند التضامني: نموذج التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتجارة العادلة سوق سند التضامني
يعد السوق التضامني لتعاونية سند الفلاحية بأولاد مبارك (على بعد 11 كلم عن بني ملال) نموذجا آخر للالتزام القوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمكين المرأة القروية وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ويشكل هذا السوق الفريد من نوعه، الذي أنجز في فبراير الماضي بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، واجهة حقيقية للترويج لمنتجات التعاونيات بجهة بني ملال خنيفرة.
ويهدف هذا المشروع، الذي تستفيد منه بشكل مباشر 33 من النساء القرويات، وبشكل غير مباشر عدة تعاونيات في المنطقة، إلى الترويج للمنتجات المحلية وتشجيع تسويقها، وضمان اشعاع التجارة العادلة.
كما يروم هذا السوق التضامني ، الذي تطلب تمويلا إجماليا ناهز 183000 درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحوالي 110000 درهم ، تحسين ظروف عمل أعضاء تعاونية سند النسائية، وإشراك هذه الأخيرة في النسيج الاقتصادي والمساهمة في خلق فرص العمل الذاتية خاصة لصالح المرأة القروية.
وتكمن قوة وفرادة هذا الفضاء الجديد للتجارة العادلة في كونه مخصص بالكامل لبيع منتجات تعاونيات المنطقة وأنه يجمع في مكان مميز ودائم، المنتجات والأعمال الحرفية المحلية سواء كانت غذائية أو مستحضرات تجميل أو منسوجات.
وقالت رئيسة تعاونية سند، أمينة مجدي، في تصريح لقناة ( M24 ) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن هذا المشروع يوفر إمكانية تجاوز مشكلة منافذ منتجات التعاونيات . كما أن إنجازه على الطريق الوطنية التي تربط بين فاس ومراكش سيمكن من الاستفادة من حركة المرور الكثيفة التي تعرفها هذه الطريق .
وأوضحت مجدي “قررنا إحداث فضاء للبيع مخصص للمنتجات المحلية والحرف اليدوية من أجل معالجة قضية التسويق التي لا تزال تشكل العقبة الرئيسية أمام تطوير أنشطة التعاونيات”.
ولا شك أن هذا المتجر المستوحى من التقاليد المعمارية المحلية والمصمم بمواد طبيعية، سيمكن من التعريف بثراء وتنوع المنتجات الطبيعية التي تعرف بها جهة بني ملال خنيفرة ، وهو ما يخدم مصالح التعاونيات وأعضائها.
وتابعت “نحن نتواجد ضمن أهم المسارات السياحية في الجهة مثل شلالات أوزود وكاتيدرائية امسفران وغيرها. إنها قيمة مضافة لهذا السوق التضامني الذي يقدم للزوار جميع أنواع الهدايا التذكارية ومنتجات الصناعة التقليدية من مختلف مناطق جهة بني ملال خنيفرة”.
وأعربت السيدة مجدي عن امتنانها الكبير لدعم ومواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدة أنه بفضل هذه الأخيرة تمكنت تعاونية سند النسائية من رؤية النور والتطور منذ إنشائها في عام 2013.
وأضافت أن “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي ورش كبير منحنا دعما قيما للغاية منذ بداياتنا. إنها شريكنا الرئيسي وقد نفذنا العديد من مشاريعنا بفضلها”.
وتعتبر تعاونية سند مغامرة إنسانية جميلة بدأت بخمس نساء قرويات. واليوم تتضمن 68 عضوا وخمسة مأجورين . ويلخص نجاحها بشكل جيد مسار النساء القرويات في جهة بني ملال خنيفرة اللواتي تمكن من الخروج من وضعية الهشاشة بعد خوضهن تجربة ناجحة في مجال تثمين المنتجات المحلية.
وبفضل جهود مجموعة متماسكة من النساء ذات طموح كبير ، تمكنت التعاونية من تحسين جودة منتجاتها وتبوإ المكانة اللائقة بها في السوق .
 
محمد حميدوش/ عن: و.م.ع