شخمان : " بوح متعدد " محاولة لكسر طبيعتي الحركية وملامسة تجاربي المتنوعة

شخمان : " بوح متعدد " محاولة لكسر طبيعتي الحركية وملامسة تجاربي المتنوعة محمد شخمان وغلاف كتاب" بوح متعدد "

" بوح متعدد "هو عنوان الكتاب الذي أصدره الناشط السياسي والجمعوي محمد شخمان، وهو كتاب يضم بين دفتيه عدد من المقالات التي تلامس بعض القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية التي سبق له نشرها في عدد من الصحف الورقية والإلكترونية، من قبيل الاشكالات النظرية لمفهوم المجتمع المدني، وبعض القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، كما يتطرق لتجربة جمعية " أديج " الذي يعد الكاتب أحد مؤسسيها، كما نقرأ مقالات تتعلق بحلم بناء الحزب الاشتراكي الكبير وتجربة فيدرالية اليسار.

وجاء في مقدمة الكتاب والتي كتبها الشاعر عبد الناصر لقاح أن الكتاب يعد بيان بليغ عن أنظار وعواطف مختلفة، تنتظم وفق خيط رفيع هو المشترك الإنساني، الواصل بين الشخوص المتحدث عنها، رغم تنوع المشارب..

الكتاب صدر عن "دار بصمة لصناعة الكتاب " ويقع في 292 صفحة من الحجم المتوسط..

" أنفاس بريس " التقت بمحمد شخمان بهذه المناسبة فكان معه الحوار التالي :

 

في أي سياق يدخل إصدار لكتابك " بوح متعدد "؟

إصدار كتابي " بوح متعدد " جاء بالصدفة، علما أنني شخص دينامي، وأتحرك أكثر من ما أكتب، وأقرأ أكثر من ما أكتب، ولكن بين الفينة والأخرى تستدعي ظروف ما وأحداث ما ثقافية أو سياسية أو اجتماعية تفاعلات معينة وضمنها الكتابة، على شكل مقالات أو سجالات أو تدوينات والتي سبق لها أن نشرت في عدد من الصحف الورقية أو الإلكترونية. وبحكم اشتغالي في المجال الثقافي ومسؤولياتي الثقافية واختلاطي بعدد من الكتاب والمثقفين نصحني بعض الأصدقاء بتجميع مقالاتي وإصدارها ضمن كتاب، وقد بدت لي الفكرة أنها تستحق المغامرة وتستحق التجريب، علما أن عدد من المثقفين المغاربة أو العرب ورغم التجارب الغنية التي راكموها تجدهم لا يقتحمون عالم الكتابة، وحتى إن دخلوا عالم الكتابة بشكل محتشم على غرار تجربتي فإنهم يتجنبون خوض تجربة النشر، ولهذا قررت خوض تجربة الكتابة حتى لا يبقى الجانب الحركي هو الجانب المهيمن في تجربتي الشخصية.

 

ماهي أبرز المواضيع التي قررت أن تسلط عليها الضوء من خلال كتابك " بوح متعدد " وكيف جاء اختيارها؟

عنوان الكتاب يوحي أنه كتاب للشعر أو الأدب، ولكنه كتاب متنوع، وهو كتاب يعكس اهتماماتي الشخصية في المجال الحقوقي والمجال السياسي والمجال الأدبي، ولذلك أسميته بوح متعدد، وإن كان البوح في الأصل ليس متعددا فهو دائما بوح مفرد، والعنوان لم يهتم بالجانب اللغوي أكثر من اهتمامه بالجانب الاصطلاحي ومخاطبة الجمهور، بمعنى أنه ستجد اهتمامات متعددة في الكتاب تشمل موضوع المساواة، المرأة، الحقوق والحريات، مذكرات شخصية..

 

الكتاب الذي بين أيدينا يعد فقط الجزء الأول من " بوح متعدد " ، فماذا عن تصورك للجزء الثاني، هل تم تحديده أم ليس بعد ؟

الجزء الثاني سيتضمن ما تبقى من المقالات والتي لم أتمكن من إدراجها في الجزء الأول، وسيطغى في هذا الجزء البوح المرتبط بمذكراتي الشخصية، والتي تتضمن تجربتي الشخصية، ويعد إصدار المذكرات مهم جدا لبعضنا من أجل أخذ العبرة والاطلاع على تجارب الآخرين، وأنا أعتبر أن حياتي الشخصية فيها نوع من التنوع والغنى لأنني عشت السنوات الخمس الأولى من عمري في البادية، ثم عدت بعدها الى البادية حيث مكثت فيها ثلاث سنوات أخرى..عشت قساوة البعد من المدرسة، والمسافات الطويلة للوصول للمؤسسة، وقساوة العيش في البادية، ثم عشت المرحلة الثاني من طفولتي في حي يعقوب المنصور بالرباط، وهو الحي الشعبي الذي تخرج منه الكثير من الفنانين والكتاب والعباقرة في مجالات متنوعة، كما أنني عشت أيضا تجربة الهجرة في ليبيا، ومارست العمل الجمعوي والعمل الحقوقي والعمل السياسي، وأنا شخص عصامي لم تتح لي الفرص التي أتيحت للآخرين، عشت طفولة فيها الكثير من الحرمان والقليل من الرفاه..كانت طفولتي بمثابة كفاح من أجل التعلم وتكوين الذات، كما صارعت الحياة في بداية مرحلة الشباب الى حدود اليوم، عاشرت شخصيات كثيرة، وحضرت العديد من المؤتمرات واللقاءات. وبالتالي فأنا أعتبر تجربتي فيها نوع من التنوع والذي يمكن أن تقاسمه مع الآخرين..